بينما يستطيع المؤلف ، بفضل الطريقة المقترحة هنا
، أن يقوم بعمله منذ البداية ، بضيغة نهائية ، مهما تغيرت
الصفحات فيما بعد .
وكذلك إذا كتبتَ مقدمة لنص تحققه ، أو بحثا عن نص سيُنشر
في المستقبل ، لا يمكنك إطلاقا إعطاء مراجع دقيقة مفيدة
، إلا إذا استعملت هذه الطريقة .
د – الميزة الثالثة : هذا الترقيم يمكّن الباحث من
مقارنة دقيقة للنصوص المتشابهة
ولما كانت هذه النصوص كثيرة التداول والاستعمال ، وجب
إيجاد طريقة سهلة دقيقة لمقارنة النصوص (أو الروايات)
بعضها ببعض . نسوق إليك مثالين .
لقد رأينا في الفصل الخامس أن لهذه المقالة في التوحيد
مختصرا وضعه صفي الدولة أبو الفضائل ابن العسال (أخو مؤتمن
الدولة المذكور أعلاه) . فكيف يمكننا المقارنة الدقيقة
بين النص الأصلي ليحيى بن عدي ومختصر صفي الدولة ، إن
لم يكن النص الأصلي مقسما إلى آيات صغيرة ؟
كذلك ، لإيليا مطران نصيبين (المتوفي سنة 1046م) ما
لا يقل عن سبع مقالات في التثليث ، تشبه بعضها بعضا35
. وقد نقل كثير من المؤلفين المتأخرين فقرات من هذه المقالة
أو تلك ، دون ذكر الأصل المنقول عنه . فمن المستحيل ،
عمليا ، مقارنة هذه النصوص بعضها ببعض ، كي يظهر وجه الشبه
والاختلاف .
ﻫ - استشهاد بما وضع للكتب المُنزَلة
وأوضح دليل على ما حاولنا إثباته هنا أن الكتاب المقدس
، إن لم يكن مقسما إلى فصول وآيات ، لاستحال على الناس
ذكره بدقة . وليتصور القارئ لحظة أنه اضطر إلى ذكر الطبعة
التي يستعملها في دراسة الإنجيل (مع تعدد اللغات والطبعات)
! فما كان طبيعيا في الإنجيل ، أو الكتاب المقدس ، أو
القرآن الكريم ، لماذا لا يكون طبيعيا أيضا في غيرها من
النصوص ؟
وهنا أيضا لا يظن المحقق المعاصر أننا أبدعنا بدعة ،
إذ فعلنا ذلك . فقد أدخل
هذه المقالات السبع هي : المجلس الأول (رقم 1 من
تحليلنا) ، المراسلة مع الوزير أبي القاسم (رقم 8) ، رسالة
في وحدانية الخالق وتثليث أقانيمه (رقم 9) ، رسالة في الخالق
(رقم 10) ، رسالة في حدوث العالم ووحدانية الخالق وتثليث
أقانيمه (رقم 11) ، مقالة في معنى لفظ "كيان"
ولفظ "إله" (رقم 12) ، كتاب البرهان على صحيح
الإيمان ، الفصل الأول (رقم 13) . |