امكاننا ، في مساعدة المسيحيين على فتح حوار مع اخوانهم
المسلمين ، تكون له جذور عميقة في تراثهم العربي المشترك
.
والهدف الثالث والاخير هو اجتماعي ، يرمي الى تسليط
الاضواء على الدور الهام الذي قام به المسيحيون في نشأة
الحضارة والثقافة العربية . وبهذا ايضا نساعد المسيحيين
والمسلمين على استيعاب تلك الحقيقة الرانية ، وهي كونهم
اعضاء في جسم المجتمع العربي الواحد عينه .
وهكذا يتضح جليا ان لهذه المجموعة الجديدة أبعاد الحوار
الهادئ البناء على جميع المستويات : على مستوى الحوار
بين المسلمين والمسيحيين ، وعلى مستوى الحوار بين المسيحيين
أنفسهم ، وعلى مستوى الحوار بين الثقافات والحضارات المختلفة
. فلا بد لهذه الحضارات والثقافات من ان تلتقي يوما وتتعاون
في تقدير متبادل واحترام عميق لما تمثله كل واحدة منها
من نور ومن خير ، لعالمنا العربي وللعالم أجمع .
فان كنا نسهم اسهاما متواضعا في خلق هذا الجو الجديد
من الانفتاح والمحبة ، في عالمنا وفي العالم ، نكون قد
بلغنا أعز أمانينا ، وحققنا أحلى أحلامنا .
واننا ندرك تمام الادراك ما سوف يعترض طريقنا من عراقيل
وصوبات . لكننا نثق ، بعد الله سبحانه وتعالى ، بتضافر
جهود عدد كبير من الاصدقاء ، وتفهمهم مسعانا . فمشروعنا
لا يخلو من طموح ، ولعله لا يخلو أيضا من بعض الغرور ...
لكن الامل يحدونا بأن مثل هذا المشروع الضخم سوف يهيب
بالاصدقاء والمحبين ، وهم كثر والحمد لله ، فيتعاونون
معنا على تحقيقه ، ولا بد ان يقوم من بينهم من يحمل المشعل
معنا ومن بعدنا ، اذا ما هوى يوما من يدنا ، فيتابع المسيرة
في خدمة هذا الوطن العربي العزيز . والله حسبنا ونعم الوكيل
.
حلب في 8 كانون الاول 1979 |
|
المطران ناوفيطوس
ادلبي
رئيس أساقفة حلب للروم الكاثوليك |
|