1 – "مقالة بينه وبين إبراهيم بن عدي الكاتب
، ومناقضته17 في أن الجسم جوهر وعرض .
2 – مقالة في جواب إبراهيم بن عدي الكاتب" 18.
وهذا يدل على أن الدراسات النظرية ، ولا سيم الفلسفية
منها ، كانت راسخة في عائلة يحيى بن عدي .
2 – يحيى طالب في بغداد
ثم أتى أبو زكريا إلى بغداد ، لمتابعة دراساته . وقد
يكون ذلك نحو سنة 910 – 915 م. فقرأ على أشهر فلاسفة عصره
، لا سيما أبي بشر متى وأبي نصر الفارابي .
أ - أبو بشر متى بن يونس
أما أبو بشر متى بن يونس القنائي19 ، فقد
ولد في دير قنى ، وتوفي ببغداد سنة 328ﻫ/940 م . وهو الذي
نقل الكثير من تصانيف أرسطوطاليس ، وثامسطيوس ، والإسكندر
الأفروديسي . وشرحها ، وعلى شروحه "يعول الناس في
القراءة"20 ، إذ "إليه انتهت رئاسة
المنطقيين في عصره"21 .
قال ابن خلكان ، في الكلام عن الفارابي : "ولما
دخل بغداد ، كان بها أبو بشر متى ]بن[يونس الحكيم المشهور
، وهو شيخ كبير . وكان يقرأ الناس عليه في المنطق ، وله
إذ ذاك صيت عظيم ، وشهرة وافية ، ويجتمع في حلقته كل
يوم المئون من المشتغلين بالمنطق . وهو يقرأ كتاب
أرسطاطاليس في المنطق ، ويملي على تلامذته شرحه . فكتب
عنه ، في شرحه ، سبعين سفرا . ولم يكن في ذلك الوقت أحد
مثله في فنه .
"وكان حسن العبارة في تآليفه ، لطيف الإشارة .
وكان يستعمل في تصانيفه البسط والتذييل ، حتى قال بعض
علماء هذا الفن : "ما أرى أبا نصر الفارابي أخذ طريق
تفهيم المعاني الجزلة بالألفاظ السهلة إلا من أبي بشر"
(يعني المذكور) . وكان أبو نصر يحضر حلقته ، في غمار تلامذته"22
.
|