وفلاسفتهم ، وسيرهم ، وأخبارهم"12.
وفيها نبغ ، في منتصف القرن الحادي عشر ، الفيلسوف أبو
نصر يحيى بن جرير التكريتي ، المتطبب والمؤرخ ، صاحب "كتاب
المرشد" وغيره من الكتب العلمية والتاريخية واللاهوتية
13.
كما أن لأخيه أبي سعد الفضل بن جرير ، طبيب الأمير ناصر
الدولة بن مروان ، بعض المؤلفات اللاهوتية ، لا سيما كتاب
"تصحيح الكهنوت" المذكور في "كتاب المرشد"
لأبي نصر14.
فهذه النجوم الزاهرة في سماء تكريت أقوى دليل على أهمية
هذه المدينة في تاريخ الفكر السرياني العربي . فقد ترعرع
إذا يحيى في بيئة حملته على الدراسة ، وشجعته على التعمق
في المنطق والفلسفة .
ب - إبراهيم بن عدي أخو يحيى
وكان لأبي زكريا أخ شقيق (صنو) ، يعرف بإبراهيم بن عدي
الكاتب . وقرأ إبراهيم على الشيخ أبي نصر محمد الفارابي
في حلب . وكان الفارابي يملي عليه تفسيره لكتاب البرهان
(أو "أنالوطيقا الثاني") لأرسطوطاليس ، على
ما ذكر ابن أبي أصيبعة 15. وقال البيهقي إن
ابراهيم كان "من أخص خواص" الفارابي ، و "مدون
تصانيفه" 16.
ويبدو أن الأخوين لم يكونا متفقين دائما في المذهب الفلسفي
. فقد ذكر جمال الدين القفطي (المتوفي سنة 646ﻫ/1248 م)
، في "تاريخ الحكماء" ، مقالتين ليحيى بن عدي
، يرد فيهما على أخيه إبراهيم . والمقالتان مفقودتان ،
وعنوانهما :
|