تصــــــدير
1 — يحيى بن عدي فيلسوف منسي
سألت مرة طلبة قسم الفلسفة واللاهوت ، في المعهد الإكليريكي
بالمعادي : "ماذا تعلمون عن يحيى بن عدي؟" ،
فالتقطت على أوجههم علامات الدهشة والاستغراب . ثم تجرأ
أحدهم فقال : "هو مين يحيى ده؟"(1). وكررت التجربة
في ما بعد عدة مرات ، في مصر ولبنان ، وفي عواصم أوروبا
وجامعاتها ، فكان الجواب هو هو ، مع اختلاف اللهجات !
ثم فتحت "تاريخ الأدب العربي" للمستشرق كارل
بروكلمن ، وهو "إنجيل" الباحثين في الآداب العربية
، وبحثت عما يقوله في يحيى بن عدي . فوجدت أربعة أسطر
، لا أكثر ... وفي باب المترجمين(2).
أما إذا أخذت "تاريخ الفلسفة الإسلامية" لمحمد
شريف ، فلن تجد فيه سطرا واحدا عنه(3). وقد أعطاه الأستاذ
ماجد فخري شيئا من حقه ، إذ درسه مع اثنين من تلامذته
(أبي حيان التوحيدي ، وأبي علي أحمد مسكويه) في فصل عن
الفلسفة في القرن العاشر الميلادي(4).
فهل يستحق يحيى هذا النسيان ؟ وهو الذي قال عنه معاصره
أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي ، في كلامه عن الفارابي
("المعلم الثاني"!): "ولا أعلم في هذا
الوقت
|