فتفكر الآن فى العبارة
التى تقولها فى ضوء هذا الفكر يا عزيزى القارئ. واخفض
الوجه أمامه واعترف كم أهنت الله بعدم إيمانك.
وإلى جانب ذلك أليست عبارتك هذه
تعلن على صورتها الخارجية حماقة تكمن فيها؟ تفكر فى
كيف تُظهرك كأنك تعلم جهدك أن تؤمن بشخص لا يُوثق به.
وحتى لو كان الأمر يقتضى التضحية ببضعة جنيهات فأى واحد
عنده مال، يعمل جهده لكى يثق بشخص مثل هذا؟.
لكن لست أظن أن شخص الرب غير موثوق
به، وإذن عبارتك هذه كم فيها من الظلم لك وله؟ لأنه
من ذا الذى يتكلم عن اجتهاده لكى يثق فى شخص يضع الكل
فيه ثقتهم؟ هل يجتهد طفل أن يضع ثقته فى أمه؟.
يخشى أنك تنظر إلى الإيمان، كأنه
أمر ضخم يلزمك أن تنجزه حتى تحصل على خلاص نفسك. أليس
الأمر كذلك؟.
لكن هذا الفكر مغلوط. ويجب علينا
أن نميز بين الإيمان وبين نشاطات الإيمان. إن بنكاً
يقدم لك ضمانات كافية وأنت تبرهن على إيمانك به بأن
تودع فيه نقودك.
إن كنت غريباً فى بلد ما ، مع أصدقاء،
يعرفون جيداً هذه المنطقة وكان هناك نهر مظلم وعميق
يتعين عليك أن تعبره، ولم يكن هناك سوى لوح وحيد يربط
بين ضفتيه وقال لك العارفون بهذا المعبر أنه متين ويتحمل
ثـقلك، ولأنك تثق فى كلامهم تبادر وتضع قدميك على اللوح
وتعبر فوقه. وإذا
أخذت مكاناً فى
باخرة تعبر بك المحيط فإنك بذلك تُعبّر عن ثقتك بصلاحيتها
للعبور. هذه الثقة قد تكون مزعزعة جداً أو قد تكون قوية.
ولكن أنت كراكب فيها إنما تُعبّر عن ثقتك فى الباخرة
وتعترف عملياً إن لم يكن بالكلام بقدرة هذه الباخرة
على أن تحملك بسلام عبر المحيط.
قد تسمع خبراً عن هذه السفينة.
وثقتك فى السفينة تتدعم بهذا الذى سمعته عنها، وبعد
ذلك تفعل علناً ما يثبت عملياً ان ثقتك فى محلها . .
وهكذا نقرأ المكتوب " لأن القلب يؤمن به للبر والفم
يُعترف به للخلاص " ( رومية ١٠:١٠ ). مكتوب فى
الفقرة الأخيرة من الأصحاح العاشر من رومية أن
الإيمان يكون بالسمع
والسمع يكون بكلمة الله
وكلمة الله تشهد
عن مخلص
وهذا المخلص يستحق كل الثقة.
هذا هو الخبر عن المخلص، وبدون
أى اجتهاد، أنا أؤمن به. وإذا أنا أتيت إليه وقلت له
إنى أؤمن بك . . وعشت كما يقتضى، فأنا بذلك أعترف بالفم
وبالعيشة أين استقرت ثقتى.
انظروا إلى هذا الشخص فى المكان
الذى وضعه فيه الإيمان ثم نراكم بعد ذلك تقولون فى قلوبكم
أننا لا نستطيع أن نؤمن، فاسألوا أنفسكم إذن هذه الأسئلة: