المقدم ( فإن المسيح يكرم من النفوس المخلصة ) فإنهم بكل برود يناقشون تعليم اختيار النعمة. والحقيقة أنهم يأخذون موضوع سلطان الله المطلق فى الاختيار ذريعة يحتمون خلفها لاستمرارهم فى شرهم وضلالهم ( متى ٢٥‏:٢٤ ).

هل تتحذر ياقارئى، فإن كنت خاطئاً، سواء كان سلطان الله أن يختارك للبركة الأبدية، أو يحكم عليك بسبب خطاياك، فهذا خارج اختصاصك. قال الروح فى الكتاب. " الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله ". يستد " كل فم " ، ويصير " كل العالم " " تحت قصاص من الله ". ولذلك فإن الله " يأمر الآن جميع الناس أن يتوبوا ". وهو يأمر جميع عبيده أن يذهبوا " للعالم أجمع " وأن يكرزوا " بالإنجيل للخليقة كلها ". " فمن آمن لا يدان " هذا هو الأمر المختص بك ( أنظر أيضاً ١ تيموثاوس ٢‏:٤ ، ٢ بطرس ٣‏:٩ ).

أيمكنك أن تقول أن " كل العالم " لا يشملك أنت؟ والتعبيرات " كل فم " و" كل الخليقة " و " فى كل مكان " أفلا تضمك معهم؟ لا يمكنك أن تستعفى. هناك جملة أخرى خرجت من شفتى الرب التى انسكبت منهما النعمة، إنها تخصه هو كما تخصك أنت: " من يقبل إلى لا أخرجه خارجاً " ( يوحنا ٦‏:٣٧ ).

إننا ننصحك أن تترك تعليم اختيار الله وتفكر الآن فى انجيل الخلاص. فإنه لا أحد عرف أنه مختار قبلما خلص أولا. وكل مخلص هو مختار. فطالما أنت لم تخلص بعد، فإن الله يتحدث إليك - باعتبارك شخص هالك، وأنت خاطى تحت المسئولية، عليك أن تتضع أمامه وتـنحنى عند قدمى يسوع

كمخلصك الوحيد وتخضع له كمن له الربوبية وحده.

وعندما نجد فى الرسائل روح الله يخاطب القديسين ( أو المخلصين )، كان له أن يتكلم معهم كثيراً عن الاختيار. ولكن تأكد من هذا أنه لن يتكلم إليك كقديس وأنت بمفردك. يمكن أن يقال أن الاختيار مثلاً من أسرار العائلة. وليس من المفروض أن تعرف ذلك قبل أن تصبح جزءاً من العائلة أولاً.

أما من جهة الاعتراض أننى لا أقدر أن أؤمن حتى يعطينى الله القوة، فيجب أن تضع فى ذهنك جيداً أنه بينما روح الله يضع أمامنا المسيح لكى تتجه إليه قلوبنا بالثقة، ونشعر بأن مثل هذا الشخص المبارك نأتمنه على نفوسنا، فإن الروح لا يؤمن بدلاً منا. فنحن نؤمن بالمسيح لأنفسنا. " فالقلب يُؤمن به للبر والفم يُعترف به للخلاص ".

٨٤     ٨٥