- ٣٤ -

نفسه أنه كائن قبل الخليقة وله نصيب فى مجد الله الذى كان قبل كون العالم اقرأ ( تكوين 1 و2 ) ولكن فى الإنجيل أظهر المسيح حقاً أنه كائن قبل العالم وفى هذا دليل كاف على إثبات لاهوته الذى ادعاه لنفسه.

(10 ) وقد أثبت المسيح ألوهيته أيضاً بما له من السلطة على السماء والأرض إذ لما أمر تلاميذه ليذهبوا وينشروا كلمة الإنجيل فى جميع أنحاء المسكونة قال لهم " دفع إلىّ كل سلطان فى السماء وعلى الأرض " وفى صلاته الشفاعية فى الليلة السابقة لصلبه " رفع يسوع عينيه إلى السماء وقال أيها الآب قد أتت الساعة مجد ابنك ليمجدك ابنك أيضاً إذ أعطيته سلطاناً على كل جسد ليعطى حياة أبدية لكل من أعطيته " ( يوحنا 17 : 1 و2) وهذا مطابق لما جاء فى إنجيل ( متى 11 :27 ) " كل شىء قد دفع إلى من أبى ".

(وفى يوحنا 3 : 35 ) " الآب يحب الإبن وقد دفع كل شىء فى يده " إنه ظاهر من هذه الآيات وغيرها أن المسيح كلمة الله وابن الآب كما يدعو نفسه ليس ينبوع الألوهية ولكن ذلك واضح من لقبيه " كلمة " و" ابن " ولكنه فى الوقت نفسه يصرح بسلطته المطلقة على جميع المخلوقات حتى على الأنبياء والرسل والملائكة ورؤساء

- ٣٥ -

الملائكة وهذه السلطة لا تكون لإحد إلا لله تعالى ولا تناسب إلا الطبيعة اللاهوتية.

(11 ) أخيراً نجده يقبل أن يلقب إلهاً ورباً لأنه مكتوب فى الإنجيل أنه بعد أن قام المسيح من الأموات ظهر لتلاميذه وقال لتوما " هات اصبعك إلى هنا وابصر يدى وهات يدك وضعها فى جنبى ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناً أجاب توما وقال ربى وإلهى قال له يسوع لأنك رأيتنى يا توما آمنت طوبى للذين آمنوا ولم يروا " ( يوحنا 20 : 27 – 29 ) فما قاله توما إما أن يكون حقاً أو تجديفاً فلو كان تجديفاً لكان يسوع لامه على هذه الكلمات أشد اللوم ولكنه صادق على إقراره هذا وهذا دليل على أن هذه الألقاب هى للمسيح حقاً وفعلاً. ويتضح صدق هذا الكلام عندما نتكلم عن الثالوث المقدس والوحدة الإلهية.

(ثانياً) - نأتى هنا بالآيات التى تكلم بها المسيح عن بنوته لله وقد ذكرنا بعض الآيات التى يدعو نفسه فيها " ابناً " ويدعو الله فيها " آباً " مثلاً ( متى 11 : 27 ) ومواضع أخرى ولكن توجد آيات أخرى يسمى نفسه فيها " ابن الله " أو يصادق عليها عندما يذكرها البعض.

(1) ففى إنجيل متى نقرأ أن يسوع المسيح مشى على مياه بحر الجليل