- ٣٦ -

ليذهب إلى السفينة التى كان فيها تلاميذه وقد كادت أن تغرق من شدة الزوابع ولما دخل السفينة سكنت الريح " والذين فى السفينة جاءوا وسجدوا له قائلين بالحقيقة أنت ابن الله " ( متى 14 : 33 ) وفى أصحاح آخر أراد يسوع أن يتأكد إذا كانوا قد عرفوا مقامه الحقيقى " سأل تلاميذه قائلاً من يقول الناس أنى أنا ابن الإنسان فقالوا: قوم يوحنا المعمدان وآخرون إيليا وآخرون إرميا أو واحد من الأنبياء. قال لهم وأنتم من تقولون أنى أنا. فأجاب سمعان بطرس وقال أنت هو المسيح بن الله الحى فأجاب يسوع وقال له طوبى لك يا سمعان ابن يونا إن لحماً ودماً لم يعلن لك لكن أبى الذى فى السموات وأنا أقول لك أيضاً أنت بطرس وعلى هذه الصخرة أبنى كنيستى وأبواب الجحيم لن تقوى عليها " ( متى 16 : 13 – 18 ) فى هذه الآيات صادق يسوع على حقيقة ما قاله تلاميذه عن تسميته " ابن الله " ولم يصادق فقط أن هذا اللقب له ولكنه أضاف إلى ذلك أن هذه الحقيقة أعلنها الله إلى بطرس وأظهر أيضاً أن بنوته هى الأساس التى تبنى عليه كنيسته وأيضاً أساس الإيمان الميسحى الذى لا يمكن أن يتزعزع أبداً. من هنا يرى اخواننا المسلمون أن هذه التعاليم ليست بهرطقة تسربت للكنيسة بعد مدة من الزمن ولكنها أساسية محضة ولا توجد وسيلة أخرى أعظم من هذه

- ٣٧ -

كان فى إمكان المسيح أن يعلمنا بها بنوته الإلهية وفى إنجيل يوحنا قبل المسيح هذا اللقب وصادق عليه فعند إجابته على سؤال نثنائيل بينما كان يصلى تحت التينة وكان المسيح قد بين له ما بقلبه " أجاب نثنائيل وقال له يا معلم أنت ابن الله أنت ملك اسرائيل أجاب يسوع وقال له هل آمنت لأنى قلت لك أنى رأيتك تحت التينة سوف ترى أعظم من هذا " هنا أيضاً قبل المسيح إيمان نثنائيل وصادق عليه وقبل أن يقيم أليعازر من الأموات قال لمرثا أخته " أنا هو القيامة والحياة من آمن بى ولو مات فسيحيا وكل من كان حياً وآمن بى فلن يموت إلى الأبد " فسألها يسوع " هل تؤمنين بهذا قالت له نعم يا سيد أنا قد آمنت أنك المسيح ابن الله الآتى إلى العالم " ومصادقة المسيح على إيمانها واضح ليس فقط لأنه ما ينتهرها لأجل كلامها بل أقام أخاها من الأموات جزاء لإيمانها.

(2) وقد ظهرت بنوة المسيح فى أمر هام جداً حينما أمسكوه ومضوا به إلى قيافا رئيس الكهنة فلم يمكن لشاهدى الزور أن يأتيا بأى دليل ضد المسيح وأخيراً حلف رئيس الكهنة إيماناً عظيمة قائلاً " أستحلفك بالله الحى أن تقول لنا هل أنت المسيح ابن الله " (مت 26 : 63 ) ولا شك أن الجواب على هذا السؤال تحت تلك الظروف لابد أن يكون صحيحاً وكل من يؤمن أن المسيح هو نبى فقط لا يسعه