- ٤٢ -

هو يا سيد لإؤمن به فقال له يسوع قد رأيته والذى يتكلم معك هو هو فقال أومن يا سيد وسجد له ".

(7) توجد آيات أخرى كثيرة صرح فيها المسيح بأنه ابن الله ونكتفى هنا بذكر آية أو آيتين بعدما ذكرنا كثيراً منها فى ما سبق. ذكر إنجيل يوحنا ( 5 : 2 – 18 ) أن المسيح شفى إنساناً به مرض منذ ثمان وثلاثين سنة فلما اعترض عليه اليهود لعمل هذا فى يوم سبت وصاروا يضطهدونه قال المسيح مدافعاً عن نفسه " أبى يعمل حتى الآن وأنا أعمل " ( يوحنا 5 : 17 ) هنا أشار المسيح إلى الآية المذكورة فى التكوين التى تقول " إن الله استراح فى اليوم السابع عن جميع عمله الذى عمل " ( تكوين 2 : 2 ) ويعنى المسيح بذلك أنه وإن كان الله قد استراح من يوم خلق الإنسان على الأرض ولكنه ما زال يعمل فى يوم السبت كسائر الأيام وهو يعتنى بشعبه ويقوتهم فيه كذلك أنا أيضاً أعمل أعمال الرحمة والشفاء فى يوم السبت ولا يخفى أنه فى هذه الآية كان يطالب ببنوته لله واليهود فهموا جيداً " ومن أجل هذا كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه لأنه لم ينقض السبت فقط بل قال أيضاً أن الله أبوه معادلاً نفسه بالله " ( يوحنا 5 : 18 ).

(8) نجد يسوع يعلم ويصر على هذه التعاليم التى هى جوهر الديانة

- ٤٣ -

المسيحية ( وفى يوحنا 10 : 30 ) يقول " أنا والآب واحد " وبسبب هذا التصريح كان اليهود يلحون على بيلاطس ليحكم عليه بالموت فقال لهم بيلاطس " إنى لا أجد فيه علة " (يوحنا 19 : 6 ) " أجاب اليهود لنا ناموس وحسب ناموسنا يجب أن يموت لأنه جعل نفسه ابن الله " لو كان المسيح لم يصرح بذلك بل جعل كلامه تلميحاً لا تصريحاً ربما كان قد خلّص حياته ولكنه لم يفعل ذلك لأنه هو الحق وكلامه حق. هذا هو سبب من الأسباب الكثيرة التى جعلتنا نحن المسيحيين أن ندعو المسيح ابن الله وعلى هذه الصخرة نبنى إيماننا.

(ثالثاً) - سمعنا الآن ما قاله المسيح عن نفسه وقبل أن نسمع شهادة رسله وشهادة بعض تلاميذه التى أُعلنت لهم بواسطة الروح القدس مؤيدة هذه النبوة الإلهية نأتى هنا بذكر بعض ما قالته الملائكة عن ذلك وبعدئذ نرى أن العناية الإلهية قد أظهرت هذه الحقيقة بكل إيضاح مراراً وتكراراً.

(1) لما أرسل الله الملاك جبريل إلى مدينة الناصرة ليبشر مريم العذراء أنها ستكون أماً للمسيا المنتظر قال لها " لا تخافى يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله وها أنت ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع هذا يكون عظيماً وابن العلى يدعى ويعطيه الرب الإله كرسى