- ٦٦ -

الحق ونحن فى الحق فى ابنه يسوع المسيح هذا هو الإله الحق والحيوة الأبدية " بل إننا نقرأ ما هو أوضح من ذلك فى رؤيا إصحاح 1 وعدد 8 إذ يقول " أنا هو الألف والياء البداية والنهاية يقول الرب الكائن والذى كان والذى يأتى القادر على كل شىء " إن الحرفين الأول والأخير من حروف الهجاء يستعملان للبداية والنهاية والكلمتان " والذى يأتى " إنما تشيران إلى المسيح لأنه وعد أن يأتى ثانياً الذى هو الأول والآخر وهو الله طبعاً لأن ذلك ما لا يستطيعه أحد ولو كان أعظم الملائكة وتأييداً لذلك نأتى بأقوال الله فى نبوة إشعياء إذ قال " أنا الرب الأول ومع الآخرين أنا هو " (إشعياء 41 : 4).

إن كلمة الكائن إنما تشير عما قاله الله فى الخروج عن اسمه أنه " أهية " وهى الكلمة العبرانية التى تترجم للعربية " بالرب " وفى هذه العبارة السالفة الذكر قد أعطى المسيح لقبين " الرب والكائن " ولزيادة الإيضاح قد أعطى المسيح لقباً آخراً وهو " القادر على كل شىء ".

لو تأملنا بإمعان فقط فى هذه الآيات بغض النظر عن جميع الآيات الأخر التى تظهر صريحاً الصفات والألقاب الإلهية المنسوبة لربنا يسوع المسيح لرأينا أن الروح القدس الذى وعد به المسيح لتلاميذه أعاد لهم ذكرى ما كانوا يسمعونه منه وقدرهم أن يبشروا

- ٦٧ -

الآخرين بما أمرهم أن يبشروا به ولو اهتم القارئ الكريم وراجع الآيات التى قالها عنه تلاميذه والآيات التى قالها المسيح عن نفسه وقارن بين هذه وتلك ورأى أنه لا يوجد لقب واحد أعطاه له تلاميذه إلا وكان المسيح طلبه لنفسه أولاً ورأى أيضاً أن شهاداتهم له لم يشهد بها واحد أو اثنان منهم فقط ولكن شهد بها كل من بقيت رسائله فى أيدينا ولم يختلف واحد عن الآخر فى شىء قط - حقاً إن تعليم ألوهية المسيح لم يظهره الرسل إلا بعد صعوده إلى السماء وقد نما هذا التعليم فيهم تدريجياً على ممر الزمن ومما لا ريب فيه أنهم لم يفهموا ذات ومقام ربهم ومعلمهم إلا بعد صعوده إلى السماء كما بينا ذلك قبلاً مع ذلك اتفق الجميع أن المسيح علمهم أنه والله واحد وقد جاء هذا التعليم بصريح القول فى البشائر الأربع وفى أعمال الرسل وفى سفر الرؤيا كما فى رسائل رسل المسيح الأولين.

إن العهد الجديد مشحون برسائل بولس الرسول الكثيرة عدا الرسالة إلى العبرانيين التى إما أن يكون كتبها بولس بنفسه أو أحد تلاميذه ممن تلقوا التعليم من فمه وماذا تقول هذه الرسائل الكثيرة عن ألوهية المسيح؟ هل تعاليمها مغايرة لتعاليم تلاميذه الأولين؟ - لقد جئنا بشهادة بولس الرسول آخر الكل أولاً لأن بولس صار