- ٦٨ -

سيحياً بعد صعود المسيح ( أعمال 9 : 21 ) وثانياً لأن إخواننا المسلمين لمين يتحاملون عليه ولا يؤمنون أنه رسول ولكن هذا خطاً فاحش فقد دعى بولس رسولاً بحق وأرسله الرب يسوع كباقى الحواريين وأما كلمة رسول أو ( حوارى ) فمعناها إنسان مرسل والأخيرة تطلق على الذين أرسلهم المسيح للكرازة باسمه والسلطة الممنوحة للمسيح فى إرساله الرسل لم تقف عند حدها بعد صعوده فيحق لبولس إذاً أن يلقب نفسه برسول يسوع المسيح وقد اتفق على ذلك جميع المسيحيين على اختلاف مذاهبهم فنأتى الآن ببيان ما قاله فى شهاداته عن الرب يسوع المسيح.

(1) يعلمنا أولاً عن وحدة وعظمة الله بقوله فى تيموثاوس الأولى 1 : 17 " وملك الدهور الذى لا يفنى ولا يرى الإله الحكيم وحده له الكرامة والمجد إلى دهر الدهور آمين " وأيضاً فى تيموثاوس الأولى 6 : 15 و16 " المبارك العزيز الوحيد ملك الملوك ورب الأرباب الذى وحده له عدم الموت ساكناً فى نور لا يدنى منه الذى لم يره أحد من الناس ولا يقدر أن يراه " وهذه الآيات جاءت مطابقة تمام المطابقة لما جاء فى التوراة والإنجيل.

(2) إن بولس الرسول يوافق جميع الرسل فى تعليم ناسوت

- ٦٩ -

يسوع المسيح ولاهوته الكاملين فقد قال أن المسيح وإن كان إنساناً فهو بلا عيب " إذاً نسعى كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله لأنه جعل الذى لم يعرف خطية خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه " ( كورنثوس الثانية 5 : 20 و21 ) وقيل أيضاً فى الرسالة للعبرانيين ( 4 : 14 – 16 ) " فإذ لنا رئيس كهنة عظيم قد اجتاز السموات يسوع ابن الله فلنتمسك بالإقرار لأن ليس لنا رئيس كهنة غير قادر أن يرثى لضعفاتنا بل مجرب فى كل شىء مثلنا بلا خطية فلنتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكى ننال رحمة ونجد نعمة عوناً فى حينه " وقال أيضاً عن ناسوت المسيح " أرسل الله ابنه مولوداً من إمرأة " ( غلاطية 4 : 4 ) وقال عنه أنه من جهة الجسد صار من نسل داود " عن ابنه الذى صار من نسل داود من جهة الجسد وتعين ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات يسوع المسيح ربنا " ( رومية 1 : 3 و4 ).

وقال بولس الرسول عن صلبه أيضاً " لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد صائراً فى شبه الناس وإذ وجد فى الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب " ( فيلبى 2 : 7 و8 ) ولا حاجة بنا أن نذكر القارئ الكريم أن قصة صلب المسيح وردت بغاية