- ٧٢ -

بالجسد بحسب ما صنع خيراً كان أم شرا ً" ( كورنثوس الثانية 5 : 10 ) واعترف بولس بقيامة يسوع المسيح من الأموات بقوله فى ( افسس1 : 20 ـ 22 ) " أجلسه عن يمينه فى السماويات فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة وكل اسم يسمى ليس فى هذا الدهر فقط بل فى المستقبل أيضاً وأخضع كل شىء تحت قدميه " ولكى يحكم المسيح جميع الأشياء بالعدل فى الأرض والسماء يجب أن لا يكون له كل القوة فقط بل كل الحكمة أيضاً . إن بولس الرسول يعلمنا أن المسيح له ذلك إذ قال عنه أنه " سر الله الآب والمسيح المذخر فيه كل كنوز الحكمة والعلم ( كولوسى 2 : 2 و3 ) وهذه الحكمة وهذا العلم لن يفارقاه قط لأن " يسوع المسيح هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد " ( عبرانيين 13 : 8 ).

إن كثيراً من هذه الآيات تثبت أن يسوع المسيح كان إنساناً ليس بحسب الظاهر فقط ولكن بالحقيقة أيضاً وهى أيضاً تثبت فى نفس الوقت أنه كان أعظم من إنسان وأن كثيراً من الصفات الإلهية منسوبة إليه. فالله دون سواه غير متغير عارف بالغيوب حاكم وقاضى الكل وقد رأينا أن كل هذه الصفات للمسيح أيضاً كما سبق ذكره. وبولس الرسول لم يكن الوحيد الذى ذكر هذه الحقائق ولكن جميع

- ٧٣ -

الرسل الأولين نهجوا على هذا المنوال تماماً وقد بينها المسيح نفسه وفى نفس الآيات التى قدمناها لإثبات ناسوت المسيح نرى إثباتاً صريحاً لألوهيته أيضاً والآن نتقدم لنثبت أن بولس الرسول قد أعطى المسيح لقب " ابن الله " و " الرب " و " الله " كما أعطاه إياه غيره من الرسل وهنا نجد أيضاً أن الجميع متفقون تمام الاتفاق فى التعاليم المعلنة لهم بواسطة الروح القدس.

إن ألوهية المسيح ظاهرة واضحة فى قول الكتاب " أن الله كان فى المسيح مصالحاً العالم لنفسه " ( كورنثوس الثانية 5 : 19 ) وفى قوله " فليكن فيكم هذا الفكر الذى فى المسيح يسوع أيضاً الذى إذ كان فى صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد صائراً فى شبه الناس وإذ وجد فى الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب لذلك رفعه الله أيضاً وأعطاه اسماً فوق كل اسم لكى تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن فى السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض ويعترف كل لسان أ ن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب " ( فيلبى 2 : 5 – 11 ) اقرأ أيضاً ( يوحنا 16 : 27 و 28 و17 : 5 و24 ).

إننا نستلفت نظر حضرات القراء الأحباء لتلك الآيات التى