- ٧٦ -

بواسطة إلهام الروح القدس لعظمة المسيح الفائقة وذاته الإلهية - قال الرسول فى ( العبرانيين 1 : 1 - 14 ) " الله بعد ما كلم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة كلمنا فى هذه الأيام الأخيرة فى ابنه الذى جعله وارثاً لكل شىء الذى به أيضاً عمل العالمين الذى وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته بعدما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا جلس فى يمين العظمة فى الأعالى صائراً أعظم من الملائكة بمقدار ما ورث اسماً أفضل منهم. لأنه لمن من الملائكة قال قط أنت ابنى أنا اليوم ولدتك وأيضاً أنا أكون له أباً وهو يكون لى ابناً وأيضاً متى أدخل البكر إلى العالم يقول ولتسجد له كل ملائكة الله وعن الملائكة يقول الصانع ملائكته رياحاً وخدامه لهيب نار وأما عن الإبن كرسيك يا الله إلى دهر الدهور قضيب استقامة قضيب ملكك أحببت البر وأبغضت الإثم من أجل ذلك مسحك الله إلهك بزيت الإبتهاج أكثر من شركائك وأنت يا رب فى البدء أسست الأرض والسماوات هى عمل يديك هى تبيد ولكن أنت تبقى وكلها كثوب تبلى وكرداء تطويها فتتغير ولكن أنت أنت وسنوك لن تفنى ثم لمن من الملائكة قال قط اجلس عن يمينى حتى أضع أعدائك موطئاً لقدميك أليس جميعهم أرواحاً خادمة مرسلة للخدمة من أجل العتيدين أن يرثوا

- ٧٧ -

الخلاص " (قارن هذه الأقوال بالأقوال التى جاءت فى إشعياء 44 : 34 ومزامير 2 : 7 وصموئيل الثانى 7 : 14 وتثنية 32 : 43 ومزامير 104 : 4 ومزامير 45 : 6 و7 ومزامير 102 : 25 – 27 ومزامير 110 : 1 ومتى 22 : 41 – 46 ومرقس 12 : 35 – 37 ولوقا 20 : 41 – 44 ) ثم نقتصر أيضاً على ذكر بعض آيات أخرى فى ( تيطس 2 : 11 – 13 ) وهى " لأنه قد ظهرت نعمة الله المخلصة لجميع الناس معلمة إيانا أن ننكر الفجور والشهوات العالمية ونعيش بالتعقل والبر والتقوى فى العالم الحاضر منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح " كل هذه الآيات وغيرها كثيرة تعلمنا عن ناسوت المسيح الكامل الذى بلا دنس ولا لوم وعن ألوهيته أيضاً.

وقد علّم بولس ما قد علّمه المسيح وما علّمه غيره من الحواريين فتعاليم بولس إذا هى نفس تعاليم الإنجيل لا فساد فيها ولا زيادة وهى لازمة لكمال الإنجيل. وإن ما قاله المسيح حق وأن تلك الآية الشريفة التى فاه بها هى جوهر الإنجيل وقلبه إذ تقول " لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحيوة الأبدية " ( يوحنا 3 : 16 ) وقبل أن نختم هذا الفصل يجدر بنا أن نوضح ثلاث نقط ربما يتعسرفهمها على الباحث الغيور وأولها