- ٩٦ -

وينجح ويجرى حقاً وعدلاً فى الأرض فى أيامه يخلص يهوذا ويسكن اسرائيل آمناً وهذا هو اسمه الذى يدعونه به الرب " برنا " ( إرمياء 23 : 5 و6 ).

إن الشرح اليهودى القديم المسمى " الترجمة الأرامية " يقول أن العبارة " وأقيم لداود غصن بر " معناها " وأقيم لداود مسيا البار " ويقول ربى داود قمخى المفسر اليهودى المشهور أن " الغصن " معناه المسيح وهنا أيضاً العبارة الأخيرة التى تقول " الرب برنا " لا تثبت صريحاً ألوهية المسيح ولكن لو أضفنا إليها ما سبق ذكره من الآيات العديدة لتوصلنا إلى المعنى العميق المقصود. وهذه النبوة التى نحن بصددها الآن تشير إلى الحوادث التى ستحدث عند مجىء الرب يسوع المسيح ثانية عندما يقبله الإسرائيليون ويجدون فيه السلام.

وإننا نجد أيضاً آيتين مهمتين إثباتاً لألوهية المسيح فى نبوات زكريا قال فى الأولى منهما " وأفيض على بيت داود وعلى سكان أورشليم روح النعمة والتضرعات فينظرون إلىّ الذى طعنوه وينوحون عليه كنائح على وحيد له ويكونون فى مرارة عليه كمن هو فى مرارة على بكره " ( زكريا 12 : 10 ) إن الترجمة اليونانية السبعينية القديمة التى عملت قبل ميلاد المسيح بزمن طويل تقول " وينظرون إلى " كما فى

- ٩٧ -

الأصل العبرانى الذى يستعمله اليهود ولو صح ذلك فكأن الله يشير إلى اتحاده ووحدته مع كلمته الذى جاء إلى العالم وطعن على الصليب ولكن توجد بعض الكتب العبرانية تقول " وتنظرون إليه " بدلاً من " تنظرون إلى " ويمكننا اعتبار هذه صحيحة أيضاً لأن يوحنا ذكرها فى إنجيله ولكن علماء الميسحيين يعتبرون غموض هذه الآية والتباسها ولذا نقول لهم أن لا أهمية لها ما دام توجد آيات كثيرة فى العهد القديم تظهر صريحاً ألوهية المسيح أما الأية الثانية الموجودة فى ( زكريا13 : 7 ) تقول " استيقظ يا سيف على راعىّ وعلى رجل رفقتى يقول رب الجنود أضرب الراعى فتتشتت الغنم " أما معنى هذه الآية فلا يحتاج إلى إيضاح وقد ذكر المسيح جزءاً منها فى الليلة التى كانت قبل صلبه فظهر أنها تشير إليه وإلى تلاميذه إذ قال " إن كلكم تشكون فىّ فى هذه الليلة لأنه مكتوب إنى أضرب الراعى فتتبدد الخراف " ( مرقس 14 : 27 ) نلاحظ هنا أن الله تكلم عن المسيح فى نبوات زكريا كراعيه بل وأكثر من ذلك كرفيقه وصاحبه فمن من البشر أعطى له لقب كهذا؟ - ذلك موضح فى الإنجيل إذ يقول المسيح " أنا هو الراعى الصالح والراعى الصالح يبذل نفسه عن الخراف . . . أما أنا فإ نى الراعى الصالح وأعرف خاصتى وخاصتى تعرفنى كما أن الآب