- ١٣٦ -

وهذا التجديف هو نتيجة التمسك الشديد بتعليم الوحدة الإلهية ذلك التعليم الذى منع المسلمين من قبول تعليم الكتاب المقدس عن الثالوث الأقدس.

ظن البعض أن ديناً من الديانات الوثنية يقول أنه يمكن للإنسان بإرشاد عقله أن يدرك وجود ثلاثة أقانيم فى الوحدة الإلهية. فقال البعض أن هذه حجة راهنة على حقيقة الثالوث. أما أعداء المسيحية فقالوا أنه برهان على أن تعليم الثالوث مأخوذ من أصل وثنى وأخيراً أظهر بعض الباحثين أن بعض التعاليم المشابهة لتعليم التوراة ذكرت فى الكتب الوثنية وبعد البحث والتنقيب ظهر أن كثيراً من الديانات قد اعتقدت فى ثلاثة آلهة هى غالباً أب وأم وابن ولكن الكتاب المقدس يعلمنا أن الله واحد لا إله إلا هو وأن هذا الإله كائن فى ثلاثة أقانيم هم الآب والإبن والروح القدس.

ولكى نظهر حقيقة ما ذكرنا ه يحسن بنا أن نشير باختصار إلى ديانة الهنود. قالت أوبينكهات التى يقال أنها ترجمة الأوبانشاد السنسكرتية أن الفيدا ( أى الأشعار الهندية المقدسة ) تصرح بوجود إله واحد وأن هذا الإله أعلن نفسه للعالم فى ثلاثة آلهة هى إله برهما ووشنو وسيفا وأن برهما هو أصل هذه الآلهة وخالق جميع الأشياء

- ١٣٧ -

ووشنو هو حافظ كيانها. أما سيفا فهو مخربها ولكن حقيقة هذا الكتاب أنه أُلف لأجل داراشوكوه Dara Shokuh أحد أمراء الإسلام ابن الإمبراطور شاه جاهان Shah jahan سنة 1656 م أو 1067 ه وأما دعواهم بأن هذا الكتاب ترجمة الأوبانشاد هو كذب محض والحقيقة التى لا مراء فيها أنه كتب لكى يظهر للإسلام اعتقادات الهندوس وهذا ظاهر من العبارات الإسلامية المدونة فى هذا الكتاب والنتيجة أن التعاليم التى حواها هذا الكتاب لا هى ترجمة الأوبانشاد ولا ترجمة فيدا بل هى عبارة عن تعاليم حديثة جداً قامت بين بعض قبائل الهنود وكان الفيدا فى ذلك الحين يصرح بوجود ثلاثة وثلاثين إلهاً على أقل تقدير وذلك علاوة على بعض الالاهات أما الديانة التى قامت فيهم بعد هذا الزمن كانت تعلم عن ثلاثة آلهة مستقلة تمام الإستقلال هى برهما ووشنو وسيفا. وكان كل من هذه الآلهة يمثل آلهة كثيرة العدد لبعضها صفات الشر تصحبها زوجة واحدة على الأقل ومجموع هذه الآلهة يسمى Trimurti ( أو الإله المثلث ) وهذا الإسم لم يوجد إلا فى السنسكريتية المتأخرة ويقال أنه يوجد فى جزيرة اليفانتا Elephanta قرب بمباى هيكل Cave Temple فيه تمثال عظيم له ثلاثة رؤوس ويظن أن هذه الصورة تمثل هذا الإله المثلث Trimurti