- ١٣٨ -

ولكن يقول بعضهم أن هذه الصورة تمثل الإله سيفا الذى له ثلاثة رؤوس وهذه الثلاثة آلهة مركبة فى بعضها لاعتقاد فلاسفة الهند أن كل الأشياء واحد فقط وكان أساس دينهم حلول الله فى كل شىء ( أى وحدة الكائنات ) وهذا يناقض الإيمان بالله الواحد.

ظن البعض أنه من الممكن استخراج تعليم من ديانه قدماء المصريين يشابه تعليم الثالوث فى الوحدة ولكنهم بعد أن طالعوا ودرسوا الكتابات الهيروغلوفية وجدوا أنه قد خاب ظنهم إذ أن المصريين كانوا يعبدون آلهة كثيرة ولم تكن عبادتهم قاصرة على الحيوانات فقط وكانوا يعتقدون أن كل هذه الآلهة تفرعت من أصلين هما الأرض أبوها والجو أمها - أما أشهر آلهتهم فهى تسعة ولكنهم بعد زمن وجدوا أن هذه الآلهة زادت عن اللازم فاختاروا لأنفسهم منها ثلاثة آلهة عظيمة فى ثلاثة أماكن مختلفة ففى هيليوبوليس كان معروفاً بتوم Tum وراع Ra وحورم خوتى Horem Khuti وهذه الثلاثة تمثل الشمس عند غروبها والشمس وقت النهار والشمس عند شروقها فكانوا يعبدون شمساً واحدة فى ثلاثة أشكال مختلفة وفى ثيبا كان عمون Amon وموت Mut وبتح اوخوفو PtahorKhonsu وهنا نجد أيضاً ثلاثة آلهة هى الأب والأم والإبن كما هو الحال فى

- ١٣٩ -

أوزيريس وازيس وحورس ويحكى عن هؤلاء الثلاثة آلهة خرافة مشهورة لكنها بلا فائدة.

وكان المصريون يعتقدون أن آلهتهم لها جسم هيولى فمن أناشيدهم التى كانت تنشد للإله أوزيريس قولهم " إن جسمك من معدن جميل لامع ورأسك زرقاء كزرقة السماء وجمال وبهاء الفيروز يكللانك " وربما كان هذا الإله يمثل الشمس أيضاً والآن قد ظهر أن للمصريين آلهة كثيرة كل منها قائم بذاته فمن الخطأ إذاً أن نقول بوجود توحيد فى ديانة المصريين القديمة ووجود تعليم يشابه تعليم الثالوث فى الديانة المسيحية ولا يوجد ما يشابهه أيضاً فى ديانة عبدة (لاما) فى تيبت قيل أن بعض فلاسفة اليونان وفلاسفة الأمم القديمة الأخرى توصلوا إلى الإيمان بعقيدة " الثالوث فى الوحدانية " وكان من بين هؤلاء أفلاطون الفيلسوف اليونانى المشهور الذى عاش قبل المسيح بربعمائة سنة ففى كتبه شىء كثير من الحكمة يستحق الاعتبار ولكنا لم نر له معرفة صريحة بوحدة الله ولم يذكر شيئاً عن تعليم الثالوث وقد بين فى كتابه المسمى " طيميوس " أن الخالق الذى يسميه صانع وأب هذا الكون خلق العالم من المادة التى كانت فيه قبلاً ونظمه ورتبه وجعل كل الأشياء فيه طبقاً لنموذج كائن من قبل