- ١٤٢ -

بعض التعدد وقد جاء ذلك صريحاً فى كتبهم.

ففى كتاب الاصطلاحات قال الكاشانى عن ذات الله " التجلى الأول هو التجلى الذاتى وهو تجلى الذات وحدها لذاتها وهى الحضرة الأحدية التى لا نعت فيها ولا رسم إذ أن الذات التى هى الوجود الحق المحض ووحدته عينه لأن ما سوى الوجود من حيث هو وجود ليس إلا العدم المطلق - التجلى الثانى هو الذى يظهربه أعيان الممكنات الثابتة التى هى شيوع الذات لذاته وهو التعين الأول بصفته العالمية القابلية ( باب تفصيل الذات ).

لابد من اعتراضات كثيرة ضد نظرية الصوفيين هذه ولكن أقوالهم أظهرت أنه لو كانت وحدة الله مجردة عن الصفات التعددية فألوهيته تعجز عن إعلان نفسها فالنتيجة المنطقية لتوحيد كهذا هى اللاأدرية المطلقة ( أى أن الإنسان لا يعرف عن الله وعن الكائنات أدنى معرفة ) ومن آرائهم فى خليقة الكون أنه حصل تغيير فى الذات الإلهية الغير متغيرة. وطبقاً لهذا الزعم الفاسد تكون الكائنات ليست عمل يدى الله بل هى منبثقة منه وهذا هو الاعتقاد بألوهية الكون لأنه يفيد أن جميع الكائنات مشتركة فى الطبيعة الإلهية. وهذا التجديف هو نتيجة السعى لرفض تعليم الكتاب المقدس عن الثالوث الأقدس

- ١٤٣ -

ولذلك وجد الصوفيون أنهم مضطرون بالتسليم بالتعدد فى الذات الإلهية ولكن هذا الجمع يفسد الوحدة ويقود إلى الإيمان بتعدد الآلهة المستقلين الذى هو ضد تعليم الثالوث الأقدس على خط مستقيم.

كتب أحد علماء الإسلام فى كتابه ( الإصطلاحات المستعملة فى علم الفقه ) : التعين الأول يعنون به الوحدة التى انتشت عنها الأحدية والواحدية. وهى ( أى الوحدة ) أول رتب الذات وأول اعتباراتها وهى القابلية الأولى يكون نسبة الظهور والبطون الياء على الواو(1) - يعبر بالتعين الأول عن النسبة العلمية الذاتية باعتبار تمييزها عن الذات الامتياز النسبى لا الحقيقى. فإما أن الوحدة هى أول التعينات للذات من جهة أنه لا يصح أن يعقل وراءها إلا الغيب والإطلاق - التعين الثانى هى رتبة الذات وهى الرتبة التى تظهر فيها الأشياء ظهوراً أو تمييزاً علمياً ولهذا تسمى هذه الحضرة حضرة المعانى - وهذا التعين الثانى هو صورة التعين الأول وذلك أنه لما وجب انتفاء الكثرة فى التعين الأول وكذا التمييز والغيرية لكون التعين الأول هو حقيقة الوحدة الحقيقية النافية جميع ذلك مع أنها ( أعنى الوحدة ) لكونها متضمنة لنسب الواحدية


(1) لم نفهم مراد صاحب الاصطلاحات هنا فالسفطة والشبهات فى جانب من يا ترى ؟