- ١٦٠ -

قد قبل الخاطئ النجس لكان ذلك مناقضاً لما له من صفات العدل والقداسة ولكن أرادت محبته أن لا يترك الإنسان غريقاً فى بحار الخطية فتكون آخرته الموت الأبدى فجاء كلمة الله الأبدى الذى هو واحد مع أبيه إلى هذا العالم واتخذ لنفسه طبيعة بشرية وتجسد فى شخص يسوع المسيح وقد خضع للإرادة الإلهية وتحمل الصلب والموت هو البار تحمل لأجل الخطاة فاكتسب محبة المؤمنين لكى يتوبوا عن خطاياهم التى هى سبب آلامه وأعطاهم غفراناً بلا ثمن وإن كانوا وهم على الأرض غير معتوقين من الأتعاب ومن الموت إلا أن " كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده " ( رومية 8 : 28 ) وهذه الأتعاب الوقتية والآلام والإضطهادات التى تقع على المسيحيين من أعداء الله ما هى إلا نصر وغلبة تقربهم أكثر إلى الله حيث يجدون الراحة والسلام وإذ قد تحصلوا على الولادة الثانية ورجعوا عن طريق الشيطان فصاروا أبناء الله فقد خلصوا من ذلك الهلاك الأبدى الأخير ومن الظلمة الخارجية التى كانت نصيبهم فى اليوم الأخير ( متى 25 : 41 و46 ) وأصبحوا ورثة مع الله بواسطة نعمته وقداسته وبركاته التى لا تحد وحق لهم أن يسكنوا فى ذلك المنزل السماوى الذى لا يدخله شىء دنس ( رؤيا 21 : 26 ) قال

- ١٦١ -

يوحنا المعمدان الذى كان يعرف أن يسوع المسيح هو مخلص العالم " هوذا حمل الله الذى يرفع خطية العالم " ( يوحنا 1 : 29 ) وهنا عنى يوحنا بذلك أن المسيح هو الذبيحة الحقيقية لأجل خطايا البشر الذى وضع نفسه الثمينة فدية لأجل الخطاه لكى يتوبوا ويتطهروا من خطاياهم قال أيضاً يوحنا الرسول فى رسالته " يا أولادى أكتب إليكم هذا لكى لا تخطئوا وإن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار وهو كفارة لخطايانا ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضاً. ( 2 : 1 و2 ) ( وفى أفسس 1 : 5 – 7 ) يقول بولس الرسول " إذ سبق فعيننا للتبنى بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة مشيئته لمدح مجد نعمته التى أنعم بها علينا فى المحبوب الذى فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته " .

والآن لا توجد إلا طريقة واحدة للخلاص من الخطية ولا يمكن للإنسان أن يكون وارثاً للخلاص الأبدى متمتعاً بالسعادة الكاملة الطاهرة إلا بطريقة واحدة وهذه الطريقة قد أعلنها الله فى كتابه لتكون إرشاداً لهم للخلاص كما قال المسيح عن نفسه " أنا هو الطريق والحق والحياة " ولأن المسيح كان بلا خطية له الإنسانية الكاملة والألوهية الكاملة أيضاً بل هو أحسن من كل الخلائق وأسمى من