- ١٦٢ -

السموات " حمل هو نفسه خطايانا فى جسده على الخشبة لكى نموت عن الخطايا فنحيا للبر " ( بطرس الأولى 2 : 24 ) " وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا " ( إشعياء 53 : 5 ) وهنا تظهر فظاعة خطايانا التى كانت سبباً فى صلب الرب يسوع المسيح فمحبة الله ورحمته الغير محدودتين ظهرتا فى تجسد المسيح فى حياته وفى موته كما يقول يوحنا الرسول فى رسالته الأولى ( 4 : 9 و10 ) " بهذا أظهرت محبة الله فينا أن الله قد أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكى نحيا به فى هذا هى المحبة ليس أننا نحن أحببنا الله بل أنه هو أحبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا " وقال المسيح " لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية " ( يوحنا 3 : 16 ) فلا يقدر أحد من الناس أن يخلص نفسه من الخطية وجهنم ولكن بما أن عدل الله يقضى بالكفارة وسفك الدم لغفران الخطية فلهذا السبب عينه تجسد كلمة الله الذى هو واحد مع أبيه واتخذ طبيعتنا وتحمل الآلام لأجل خطايانا لكى نسامح ونتتطهر منها ومن نتائجها المفزعة أفلا يظهر لنا هنا مقدار محبة الله ورحمته وقداسته وكراهته للخطية وما من طريقة يعلن الله بها نفسه أفضل من هذه إن أولئك الذين ذاقوا محبة الله ورحمته المعلنتين فى المسيح يسوع وقبلوا-

- ١٦٣ -

ٍنعمة الله بخشوع وخضوع أولئك رغماً عما ارتكبوه من المعاصى عرفوا وتأكدوا أنهم نالوا من إلههم الرحيم البار مغفرة الخطايا ونالوا قبولاً منه تعالى من أجل المسيح الذى يتراءى ويشفع فيهم أولئك عرفوا أن الله بمحبته ورحمته يعمل كل ما فيه الخلاص والسعادة الأبدية إن المسيحى الحقيقى يعرف أن عين الله لا تغفل عنه فيطمئن بالله ويلقى كل رجائه واعتماده على الله قائلاً مع تلاميذ المسيح الحقيقيين " إن كان الله معنا فمن علينا الذى لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين كيف لا يهبنا أيضاً معه كل شىء " ( رومية 8 : 31 و32 ).

أولئك الذين اختبروا محبة الله فى المسيح يسوع وقبلوها بكل قلوبهم لابد أن يحبوه ويطيعوا أوامره. ولأن محبة الله قد انسكبت فى قلوبهم بواسطة الروح القدس وبواسطة إيمانهم بيسوع المسيح فهم لا يشعرون بعد أن عبادة الله وخدمته عبئاً ثقيلاً متعباً على كواهلهم بل فيها فرح قلوبهم لأن الروح القدس نور يضىء للمؤمنين فيرشدهم إلى معرفة الله الحقة ويسكب عليهم النعمة والقوة لكى يقدروا أن يعملوا مشيئة الله ويطيعوا أوامره ويشعروا بالسلام والفرح والراحة الدائمة فى دواخلهم ولكن كيف يتسنى للإنسان أن يؤمن بالوهية يسوع المسيح مادام يرفض تعاليم الكتاب امختصة بذاته