| 4- "وكان يقول : "هذه الآداب والعلوم هي 
                          قشور الحكمة ، وما انتشر منها على فائت الزمان . لأن القياس 
                          المقصود في هذه المواضع ، والدليل المدّعي في هذه الأبواب 
                          ، معها ظلّ يسير من البرهان المنطقي ، والرمز الإلهي ، 
                          والإقناع الفلسفي !" . 5- "وقد بيّن هذا الباب أرسطاطاليس ، في الكتاب 
                          الخامس62 (وهو الجدل) ، كل ما في الإمكان من 
                          التعلّق به ، والاحتجاج منه ، مع التمويه والمغالطة . 
                          بل كثير من المتكلمين لا يصلون إلى غايات ما كشفه ، ورسمه 
                          ، وحذّر منه ، وأبان عنه (وإن أنضوا مطِيّهم ، وأبلوا 
                          جهدهم!) ، سوى ما أتى عليه قبل هذا الكتاب63 
                          وبعده64 ، مما هو شفاء الصدور ، وقرّة الأعين 
                          ، وبصيرة الألباب . والكلام في هذا طويل" . 2 – رأي يحيى في أبي هاشم الجبّائي ، على ما رواه 
                          القفطي    قال القفطي65.  "ولأبي هاشم الجبّائي عليه66 كلام وردود 
                          ، سمّاه "التصفّح" ، بطّل فيه قواعد أرسطوطوليس 
                          ، وواخذه بألفاظ زعزع بها قواعده التي أسسها وبنى الكتاب 
                          عليها .  "وسمعتُ أن يحيى بن عدي حضر مجلس بعض الوزراء ببغداد 
                          ، في يوم هناء . واجتمع في المجلس جماعة من أهل الكلام 
                          .  "فقال لهم الوزير : "تكلموا مع الشيخ يحيى 
                          ، فإنه رأس متكلمي الفرقة الفلسفية" . فاستعفاه67 
                          يحيى . فسأل عن السبب .  "فقال يحيى : "هم لا يفهمون قواعد عبارتي 
                          ، وأنا لا أفهم اصطلاحهم . وأخاف أن يجري لي معهم ما جرى 
                          للجُبّائي ، في كتاب "التصفّح" . فإنه نقض كلام 
                          أرسطوطاليس ، وردّ عليه ، بمقدار ما تخيّل له من فهمه 
                          . ولم يكن عالما بالقواعد المنطقية . ففسد الردّ عليه 
                          ، وهو يظن أنه أتى بشئ . ولو علمها ، لم يتعرض لذلك الرد!" 
                          .   "فأعفاه ، لما سمع كلامه ، واعتقد فيه الإنصاف" 
                          . 
 |