١٤٢ الفصل العاشر

بتبيين المعاني الستة التي يقال بها الواحد33. وهذا الرد غير مؤرخ ، وقد يكون أحدث من الرد على الكندي .

2 – "المقالة في التوحيد" عند تلامذة يحيى

لقد كان لآراء الأستاذ وَقْع في أذهان التلامذة . فتراهم يكرّرون بعض ما سمعوا منه . إليك أربعة أمثلة .

1 – قال أبو علي نظيف بن يُمْن ، القس الملكي العالم ، مدير البيمارستان العضُدي ، المتوفي نحو سنة 990 م34 ، في مقالته عن الاتحاد ، حيث دوّن المجلس الذي جرى بحضرة عضد الدولة35 ، وأوضح اتفاق رأي النصارى رغم اختلاف عباراتهم36 ، قال : "إن الاتحاد ، فهو كون الكثير واحدا . والكثير هو آحاد مجتمعة . فالواحد هو موجود ما ، لا يوجد فيه غيريّة37 ، من حيث [هو]38 ذلك الموجود"39 .

وهذا هو حد الواحد ، كما نجده في "المقالة في التوحيد" (رقم 148) .

ثم يوضّح هذا التعريف بتطبيقه على الإنسان . وبعد ذلك يقول : "وذلك أن الواحد يقال على سبعة أنحاء : واحد في الجنس ، وواحد في النوع ، وواحد في النسبة ، وواحد في المتصل ، وواحد في الحد ، وواحد في الموضوع ، وواحد بمعنى (؟) أنه غير منقسم ولا ذي أجزاء"40.


33) راجع مخطوط باريس ، رقم 167 عربي (منسوخ بخط أنبا يوساب أسقف فوه ، الذي أتمه يوم 21/9/1227م) [راجع أعلاه ص 139 حاشية 22] ، ورقة 3 ﺠ .
34) راجع أعلاه ، ص 33 (رقم 10 وحاشية 52 و53) .
35) راجع مخطوط القس بولس سباط رقم 1001 ص 356 (والإشارة إلى عضد الدولة لا توجد إلا في هذا المخطوط الحلبي ، القبطي الأصل) .
36) لقد اقتبس مؤتمن الدولة أبو إسحق ابن العسال الجزء الخير من مقالة نظيف بن يمن ، وذكره باختصار في الباب الثامن من "مجموع أصول الدين" . وقد نشرت هذا النص . راجع الأب سمير خليل : "مقالة الشيخ نظيف بن يمن المتطبب في اتفاق رأي النصارى رغم اختلاف عباراتهم" ، في مجلة "رسالة الكنيسة" 9 (المنيا 1977) ص 107 – 112 (سلسلة مقالات "التراث العربي المسيحي" رقم 51) .
37) في المخطوط : "غيره" .
38) سقطت هذه الكلمة في المخطوط .
39) انظر مخطوط باريس رقم 173 عربي (مخطوط قبطي من القرن الرابع عشر) ورقة 92 ﺠ .
40) انظر مخطوط باريس رقم 173 عربي ، ورقة 92 ظ – 93 ﺠ . وقد أعددنا هذه المقالة للطبع ، إلا إنا ننتظر مراجعة مخطوط القس بولس سباط لنشرها .
يحيى بن عدي ومقالته في التوحيد في الفكر العربي ١٤٣

فإذا حذفت النحو السادس (وهو "واحد في الموضوع") ، وجدت أقسام الواحد الستة التي ذكرها يحيى بن عدي في مقالته (رقم 149 إلى 176) ، وبنفس الترتيب ! ثم يوضّح أبو علي معنى هذه الأقسام بأمثلة ، هي هي أمثلة يحيى .

* * *

2 – وقد وصلت إلينا مقالة صغيرة عنوانها : "إيضاح في التوحيد ، مما أملاه عنه41 فرج بن جرجس بن إفريم42 ، في مبادئ الموجودات ومراتب قواها"43.

وذكرها مؤتمن الدولة أبو إسحق ابن العسال عن أخيه الأسعد أبي الفرج ، في الفصل 19 من "مجموع أصول الدين"44 ، وأكمل العنوان فقال : "... والأوصاف التي توصَف الذات الأولى بها ، وعلى أي وجه وصفَتْها النصارى بالتوحيد والكثرة والجوهرية والأقنومية" .

وأضاف ابن العسال أنها مقتبسة من مقالة لأبي سليمان السجستاني (وهو أيضا أحد تلامذة يحيى بن عدي) . وترى الدكتورة مباهات تركر (TÜRKER) أن الجزء الأول وحده من أبي سليمان السجستاني ، وأما الجزء الثاني فمن وضع فرج بن جرجس بن إفريم45.

3 – ولأبي سليمان محمد بن طاهر بن بهرام السجستاني المنطقي46 "قول في الواحد" ، ذكره الشيخ الصفي ابن العسال ، ملحقا للمختصر الذي وضعه لجواب يحيى على رد أبي عيسى الوراق47. وهو قول صغير ، مقتبس من تعليم أستاذه يحيى بن عدي . وقد أضاف الصفي حاشية على هذا القول48.

* * *


41) أي : "عن يحيى بن عدي" .
42) بخصوص هذا المفكر ، راجع جراف ، ج 2 ، ص 249 – 250 .
43) راجع أعلاه ، ص 233 رقم 113 .
44) راجع مخطوط الفاتيكان رقم 103 عربي (القرن الثالث عشر) ورقة 223 ظ – 225 ظ ، ومخطوط باريس رقم 200 عربي (القرن السادس عشر) ورقة 147 ﺠ – 149 ﺠ .
45) وقد نشر هذه المقالة الأستاذ جيرار طروبو
(Gérard TROUPEAU) في مجلة Pensamiento مجلد 25 (1969) ص 259 – 270 ، مع مقدمة وترجمة فرنسية .
46) راجع أعلاه ، في الفصل الأول من بحثنا ، ص 32 (رقم 2) .
47) راجع مخطوط الفاتيكان رقم 115 عربي (وهو منسوخ في سنة 976 للشهداء ، أي 1260م) ورقة 158 ﺠ - 158 ظ .
48) راجع نفس المخطوط ، ورقة 158 ظ ، سطر 6 – 10 .