٤ عقيدة الثالوث القويمة

باعتبار الله عثرة في سبيل المسلمين . ونفورهم من مثل هذا المعتقد يجري مجرى الدم في عروقهما فليس من الحكمة استعمال ألفاظ (كالأب والابن) لا يدركها الجميع مع أنها لم توضع في الأصل إلا كرمز إلى حقيقة أزلية لا بمعنى أنها الحقيقة بكاملها . أما الآن فإن استعمال هذه الألفاظ يفضي إلى عكس المقصود فلماذا لا يعدل عنها إلى ألفاظ أخرى أكثر موافقة وأدل على الحقيقة ؟

نقول أننا لا يجوز لنا أن نتلاعب بتعبيرات قالها الله وقررها في كتابه لأن استمرارها في الكتاب المقدس واستعمال الكنيسة لها يجعلانها بمثابة دستور حي يجب الاحتفاظ به فإذا أهملنا هذه التعبيرات من ديانتنا لا نلبث أن نرى الناس يهملون جانبا كبيرا من الحقيقة الرامزة هي إليها فيضيع المعنى المدلول عليه وإذا فقد معنى الأبوة باعتبار الله من الديانة فقد الكثيرون أثمن شئ عندهم في الدين .

ورب قائل يقول :- إذا يستحسن استعمال لفظة "أب" بمعناها العام فنسمي الله أبا بمعنى أنه يحب الناس ويسد إعوازهم كما يفعل الأب مع بنيه ؟

نقول أنه مما يستحق الملاحظة أن المسلمين ينفرون حتى من هذه التسمية وذلك يبين حقيقة الفرق بين اعتقادهم في الله واعتقادنا

عقيدة الثالوث القويمة ٥

فيه كالاب السماوي . وقد ورد ما يؤيد دعوانا في مسند أحمد بن حنبل جزء ٦ وجه ٢١ نص (١) للصلاة الربانية كما صادق عليها نبي المسلمين وقد حذف منها قوله "أبانا" ـ ذلك النداء الذي أفرح ألوف الخطاة وغير أفكارهم عن الله . وهذا يدلك على أنك إذا طويت كشحا عن مذهب أبوة الله الأزلية وتلاعبت بلفظتي "آب" و"ابن" فلا تلبث أن تجرد الله من صفات الأبوة بأي اعتبار كان . وكذلك إذا أنكرت بنوة المسيح الأزلية لا تلبث أن تجرد النفس من تلك البنوة بأي اعتبار كان وهذا مما يثبته لنا العقل والتاريخ ـ لا الاعتقاد فقط .

والحق إنه من المحزن جدا أن يتكلم نبي المسلمين بشدة عن أمور لم يدركها تماما ولا شك أنه خلط (كما يتضح من القرآن) مذهب الأبوة عند المسيحيين والعلاقات الأزلية بين الأب والابن والروح القدس بمذهب وثنيي مكة القائلين بأن لله بنات الهات . أما


(١) "ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك . أمرك في السماء والأرض اللهم كما أمرك في السماء . فاجعل رحمتك علينا في الأرض اللهم رب الطيبين . اغفر لنا عيوبنا وذنوبنا وخطايانا ونزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك"
(عن عبد الله ….. عن فضالة بن عبيد الأنصاري عن …. وهي رقية)