إدراكها تمام العجز لعدم وجود مثيل لها
فى هذه الدنيا المنظورة. وحتى لو أعلن الله لشعبه هذه
النقط وتلك الأسرار الغير المدركة فلا يمكن للإنسان فهمها
بل وغير ممكن لنا ما دمنا فى هذا العالم أن نرى تلك الأسرار
واضحة وجلية إذ لا نرى لها مشابهات تقربها إلى فهمنا.
مثلاً إنساناً مولوداً أعمى فهو بالطبع لا يفقه لنور الشمس
معنى فإذا اجتهدنا بكل قوانا أن نصف له الشمس ونورها فغالباً
لا يفهم الشرح ولا يدرك الشمس ولا نورها ولا قوة البصر
فى الآخرين. إلا أنه بما له من الحواس الأخرى ربما يمكنه
أن يتصور شيئاً ضعيفاً جداً عن ماهية الشمس ونورها لكن
لو أنكر بسبب عماه وجود حاسة البصر فى غيره وأنهم يرون
شيئاً لا يراه فهل يحسب إنكاره ذكاء مفرطاً؟ كلا بل هو
عين الجهل ومع هذا فجهله وعناده لا يبررنا إذا تركناه
فى خطر محيق به ولا نرشده إلى الطريق المستقيم.
واضح أن ذات الله المقدسة الغير المنظورة لا شبيه لها
فى الوجود ولذلك من الصعب علينا أن ندرك حتى معنى كلام
الله فى هذا الموضوع. ولكن لو لم تكن هذه المعرفة ضرورية
لما كان الله إله الحكمة والمعرفة أعلنها لنا فى كتابه.
ولكن حيث أن هذا التعليم الموجود فى الكتاب المقدس عن
لاهوت المسيح وعن سر الثالوث |