بجهله. إن من لا يؤمن بشىء غير مدرك
هو بالضرورة ينكر وجود الخالق لأن ذات الله ووجوده هما
فوق إدراك العقل البشرى. كان يجب على ذلك الإنسان أن ينكر
وجود نفسه أيضاً لأنه لم يفهم بعد ولن يفهم كيف أوجده
الله فى رحم أمه وماهية روحه وكيف ارتبطت بجسده. على هذا
المبدأ كان يجب عليه أن ينكر حقيقة ألوف الأشياء التى
ينظرها بعينه كل لحظة وظاهرة أمامه ظهور الشمس فى رابعة
النهار لأنه لا يدرك ذاتها أو قوتها الداخلية وفاعليتها
الخارجية.
إن مثل المتكل على العقل دون الوحى مثل تلك الدجاجة
التى صورها مصور واقفة وناظرة إلى ورائها حيث قشرة البيض
التى خرجت منها حالاً لاصقة بها وهي تقول ( لا يمكننى
أن أعتقد أنى خرجت من هذه القشرة ).
هل أمكن لأى إنسان عاقل أن يكتشف بقوة عقله كيف تصير
الحبة الصغيرة شجرة كبيرة ومن هذه الشجرة يخرج ألوف من
الحبوب ولها نفس قوة وفاعلية الحبة الأولى؟
بل من من الناس يمكنه أن يشرح أن نباتاً ينبت بتربة
واحدة ويسقى من ماء واحد ويستنشق هواء واحداً وتطلع عليه
شمس واحدة ينتج أثماراً متنوعة وألواناً مختلفة وخواصاً
متباينة؟ |