المتعلقة بذاته المقدسة والواجب على
عبيده قبولها والإيمان بها حتى ولو أشكل عليهم فهمها.
وحيث قد بيّنا هذه الحقائق الضرورية فى مقدمة موضوعنا
بقى علينا بمشيئة الله ومعونته أن نقدم البرهان من الكتاب
المقدس العهدين القديم والجديد على ألوهية المسيح ربنا
ووجود الثالوث الأقدس فى وحدة الذات الإلهية. وإذا ظن
أحد القراء أنه قد حصل بعض التغيير والتبديل فى العهدين
القديم والجديد فإنا نشير عليه أن يتصفح الفصل الأول من
الجزء الأول من كتاب ميزان الحق ففيه الكفاية فى الرد
على هذه الظنون التى لا أساس لها.
وسيحتوى هذا الكتاب على قسمين رئيسيين نتكلم فى أولهما
عن ألوهية المسيح ربنا وفى ثانيهما نوضح بإجمال تعاليم
الثالوث الأقدس ونبرهن حقيقتهما ولكن بما أن الله القدير
وحده ولا سواه يقدر على تطهير قلب الإنسان النجس وإنارة
عقله المظلم فيهبه الفهم الروحى ليدرك به الأمور الروحية
ويؤمن بما أعلنه له فى كتابه فنتوسل إليه تعالى بقلوب
خاشعة خاضعة أن ينير بصيرة القارئ الكريم ويرشده إلى سواء
السبيل.
إنه ليستحيل على الإنسان أن يدرك أعمال الله العظيمة
وكلامه |