- ٢٠ -

المعلن ما لم يؤت له بنور من الأعالى إذ " الإنسان الطبيعى لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهالة ولا يقدر أن يعرفه لأنه إنما يحكم فيه روحياً " ( 1 كورنثوس 2 : 14 و 15) إن الله العارف مخبّآت القلوب لا يلزم أحداً بالإيمان ما لم يكن هو راغباً فيه. ويسوع نفسه أعلن فى الإنجيل الطريقة التى بدونها لا نجد الحق قال " إن شاء أحد أن يعمل مشيئته يعرف التعليم هل هو من الله " ( يوحنا 7 : 17 ) وهو برحمته و محبته يريد " أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون " ( 1 تيموثاوس 2 : 4 ).

أيها الإخوه إن الله لابد أن يهبكم نور هدايته إذا سلكتم فى هذا الطريق رغبة فى الحق وحينئذ تستطيعون أن تدركوا حقيقة هذين التعليمين العظيمين. وإذ تعرفون الحق تعرفون يسوع ومقامه الحقيقى فتؤمنون به من كل قلوبكم وبه وحده تنالون الخلاص الأبدى.

- ٢١ -

الباب الأول

فى البرهان على ألوهية الرب يسوع

يحتوى هذا القسم على ثلاثة فصول ففى الفصل الأول نبرهن على ألوهية المسيح بما جاء فى أقواله وتعاليمه وفى الفصل الثانى نأتى بشهادة الرسل الحواريين مما جاء فى العهد الجديد وفى الفصل الثالث نبرهن على ألوهية المسيح بما جاء فى العهد القديم عن مسيا الموعود به.

الفصل الأول

فى البرهان على ألوهية المسيح مما جاء فى أقواله

إذا كان يسوع المسيح له الحق فى هذا اللقب لقب ( إله ) فلابد أن نجده يطالب به حتى لا يبقى للناس شك فى أنه إعترف نفسه بألوهيته ومن الوجهة الأخرى أنه إذا كان حقيقة إدعى هذا اللقب فلا يمكننا أن ننكر صدق دعواه هذه وهذا ما حصل فعلاً لأننا لما ندرس فى البشائر الأربع وفى سفر الرؤيا يتضح لنا أن يسوع المسيح لم يفصح عن ذاته ويعترف بلاهوته للرسل ( الحواريون ) فقط ولكنه صرح بذلك أيضاً أمام اليهود وشيوخهم أعدائه الألداء حتى انهم بسبب دعواه هذه أرادوا رجمه وقتله كما هو مدون فى الإنجيل.