- ٢٢ -

وفى بحثنا فى هذا الموضوع سنورد أولاً بمعونة الله الآيات التى ادعى فيها المسيح لنفسه الصفات الألهية أو استعمل لنفسه كلمة ( إله ) أو سمح لغيره باستعمالها له. ثانياً نذكر الآيات التى يؤكد فيها بنوته لله. وثالثاً نأتى بالآيات التى تكلم بها ملاك أو صوت من السماء يدعوه فيها ابناً لله. ولكن منعاً للتطويل يحسن بنا أن نذكر آيات النوعين الأول والثانى معاً لأنه كثيراً ما تتكلم الآيه الواحدة عن ألوهيته وبنوته وسنوضح بعدئذمعنى ( ابن الله ) منعاً لسوء الفهم ولكن يجب أولاً أن نبيّن أن هذا اللقب قد أعطى فى العهد الجديد للسيد يسوع ولكى نوضح ما تعلمه لنا آيات العهد الجديد يجب أن نبحث فى مجموعة العهد الجديد كله وندرسه بإمعان واحترام وبصلاة حارة متواضعين طالبين من إلهنا الرحيم أن يساعدنا على فهم ما أعلنه لنا ونحن هنا نذكر بعض آيات من البشائر التى قالها المسيح عن نفسه وعن ذاته وعن علاقته بالله وعن صفاته الإلهية وعند ذلك يمكن للقارئ الذى يصغى إلى الحق أن يتأكد أن المسيح ربنا كلمة الله ادعى لنفسه بتكرار ومهابة هذا المقام الأسمى الذى لا يستحقه غيره.

(أولاً) – (1 ) أن من الصفات الإلهية التى ادعاها وعمل بها هى مغفرة الخطايا ( اقرأ متى 9 : 1 – 8 ومرقس 2 : 1 – 12 ولوقا 5 : 17 – 26 )

- ٢٣ -

عن شفاء المفلوج فى كفر ناحوم. لما احضر الشعب ذلك المريض إلى يسوع المسيح فعوضاً عن أن يشفيه فى الحال قال له يا بنى مغفورة لك خطاياك. ولكن كان الكتبة و الفريسيون الحاضرون " يفكرون فى أنفسهم قائلين لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف من يقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحده " فواضح من هذا أنهم علموا أن الرب يسوع ادعى عمل ما لا يمكن أن يعمله أحد إلا الله وحده وحيث أنهم لم يؤمنوا به نسبوه للتجديف ولكن أثبت لهم المسيح أن له سلطاناً أن يغفر الخطايا وأثبت حقيقة ألوهيته بسبب معجزة شفاء المفلوج الذى هو مرض يعجز عن شفائه الطب والعلم إلى يومنا هذا. وقد شفى المسيح هذا المفلوج بكلمة واحدة من فيه شفاء تاماً مظهراً أن له قوة تفوق قوة البشر. وقد قال " ولكن لكى تعلموا أن لابن الإنسان سلطاناً على الأرض أن يغفر الخطايا قال للمفلوج لك أقول قم واحمل سريرك واذهب إلى بيتك فقام للوقت وحمل السرير وخرج قدام الكل حتى بهت الجميع ومجدوا الله قائلين ما رأينا مثل هذا قط " ( مرقس 2 : 10 – 12 ) بهذا أظهر المسيح بقدرته الإلهية على الشفاء أنه لم يجدف بل ادعى حقيقة ناصعة هى مغفرة الخطايا إحدى صفات الله.

وعلاوة على ذلك أن المسيح بتسميته نفسه " ابن الإنسان " ادعى