- ٢٤ -

لنفسه مقاماً سامياً يفوق جميع الأنبياء والرسل وهذا مأخوذ من كلام النبى دانيال عن تأسيس مملكة الله على الأرض حيث يقول:

" كنت أرى فى رؤى الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان أتى وجاء إلى القديم الأيام فقربوه قدامه. فأعطى سلطاناً ومجداً وملكوتاً لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة. سلطانه سلطان أبدى ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض " ( دانيال 7 : 13 و 14 ).

(2 ) فى بشارة يوحنا خصوصاً أقوال قالها المسيح عن دعواه منها قوله " أنا هو الطريق والحق والحياة ليس أجد يأتى إلى الآب إلا بى " ( يوحنا 14 : 6 ) نعم إن المسيح يبين أنه يوجد فرق على نوع ما بينه وبين الآب ولكنه يؤكد أنه لا يمكن معرفة الله إلا بواسطته هو لا سواه وهذا يوافق كل الموافقة ما قاله المسيح عن نفسه فى ( متى 11 : 27 ويوحنا 3 : 35 و 36 ، 17: 2 ) وما ذكره عنه الرسل فى ( رومية 5 : 1 و 2 وفيلبى 2 : 9 وعبرانيين 10 : 19 – 22 ) فحقاً هو الطريق.

وكذلك هو الحق ذلك اللقب الذى يعتبره إخواننا المسلمون أنه أحد الألقاب الإلهية وأيضاً يدعى أنه الحياة وأظهر ذلك إذ قال بعد أن أقام أليعازر من الأموات " أنا هو القيامة والحياة من آمن بى

- ٢٥ -

ولو مات فسيحيا وكل من كان حياً وآمن بى فلن يموت إلى الأبد " ( يوحنا 11 : 25 و 26 ).

( إقرأ يوحنا 1 : 4 ، 3 : 36 ، 5 : 26 و40 ، 6 : 33 و35 و38 ) وهو الحق لأنه يقول فى ( مرقس 13 : 31 ) " السماء والأرض تزولان ولكن كلامى لا يزول " ويوافق هذا القول إشعياء فى نبوته ( 40 : 8 ) " يبس العشب ذبل الزهر أما كلمة إلهنا فتثبت إلى الأبد " ( قابل يوحنا 7 : 48 ).

(3) إن من الأمور الواضحة المفصلة فى العهدين القديم والجديد أن الله هو الإله الواحد المعبود لا سواه يستجيب الدعاء وهذه هى إحدى الصفات الألهية الخصوصية. وقد وعد يسوع المسيح أن يستجيب الدعاء بلاهوته ولذا قال لتلاميذه فى ( يوحنا 14 : 13 و 14 ) " ومهما سألتم بإسمى فذلك أفعله ليتمجد الآب بالابن. إن سألتم شيئاً باسمى فإنى أفعله ".

(4) والحياة هى عطية الله فهو الإله الحى وهو وحده يعطى الحياه للآخرين. قال يسوع عن نفسه " أنا هو الأول والآخر والحى " ( رؤيا 1 : 17 و 18 ) هنا يتلقب المسيح بثلاثة ألقاب إلهية كما يتضح من هذه الآيه الكتابية نتكلم عن الأخير منها. فكونه الحى يجعلنا نفهم أنه المصدر الذى تستمد منه المخلوقات حياتها. وعليه يعلمنا أن