المسيح تفرد حقاً بالذات والصفات الإلهية.
ولو كان الأمر غير ذلك لما صادق المسيح على هذه الأقوال
بل عدها تجديفاً ولكنه استحسنها بدليل قوله " لأنك
رأيتنى يا توما آمنت طوبى للذين آمنوا ولم يروا "
وبالإختصار يتضح جلياً مما ذكرناه من الآيات أن المسيح
ادعى الألوهية لنفسه بكل صراحة وحق - ولذا فكل من يفتش
عن الحق برغبة وبقلب خلو من جميع الأغراض والتعصب ويريد
أن يقبل ما يعلمنا به المسيح فى كتابه المقدس فلا يعتريه
أدنى شك فيما بعد ولا يقف أمامه مانع ما فى قبول التعاليم
الخاصة بألوهية يسوع المسيح كلمة الله.
ولكن ربما يقول البعض أن آخرين غيرالمسيح زعموا فى أنفسهم
الألوهية كمنصور الحلاج مثلاً الذى قال عن نفسه "
أنا الحق " وربما يقولون أيضاً أنه قام كثيرون فى
عصرنا هذا بمثل هذه الإدعاءات كبهاء الله فى العجم وكثيرون
من الصوفيين والدجالين والمعتوهين فيسألون لم يكون المسيح
محقاً فى دعواه أكثر من هؤلاء؟ - إن اعتراضات كهذه لا
تخرج من لسان مسلم حقيقى ولو سألها أحد الكافرين رغبة
فى الوقوف على الحق فللرد عليها نقول - إن بعض هؤلاء الناس
هم باطنيون وربما عنوا بألوهيتهم أنهم جعلوا إرادتهم |