والأحزان. ثم مات على الصليب ودفن وأخيراً
قام من بين الأموات كل ذلك ويقول عن نفسه أن الله أرسله
وأعطاه كل سلطان فى السماء وعلى الأرض وقد قال أنه لا
يعرف اليوم ولا الساعة التى يكون فيها انتهاء العالم وقال
أن أباه أعظم من نفسه وكإنسان تقى صلى إلى الله وسأله
لكى تعبر عنه الكأس إذا سمحت مشيئته بذلك وأخيراً وهو
يشرب غضض الموت على الصليب كرر ما قاله صاحب المزامير
" إلهى إلهى لماذا تركتنى " كل هذا يثبت أن
المسيح مع كونه كلمة الله الذى كان معه منذ الأزل اتخذ
لنفسه هيئة إنسان وطبيعته ولكن كان بلا دنس ولا عيب (
وذلك لأن الخطية لم تكن أصلية فى طبيعة الإنسان ).
إن آيات الكتاب المقدس التى تثبت ناسوت ربنا يسوع المسيح
لا تناقض تلك الآيات التى تعلمنا عن ألوهيته ولكن كلها
تثبت صريحاً أن المسيح هو إنسان كامل كما أنه إله كامل
وهذا مما يجعلنا أن نؤمن بكفارته - فلو كان إنساناً فقط
لما كان موته كفارة من أجلنا ولا يكون عندئذ قد أظهر الله
محبته للبشر - إن الكتاب المقدس بين أن ألوهية المسيح
أظهرت صفاته الإلهية كما أن ناسوته أظهر صفاته البشرية
ولم تكن هاتان الطبيعتان الممتازتان مركبتين أو ( مخلوطتين
) بل كانتا فى اتحاد معاً فى يسوع المسيح الواحد - ابن
الإنسان وكلمة الله. |