ولكننا نعرف أنه يمكن أن يتحد الواحد
مع الآخر كما هى الحالة مع كل منا - إن الروح تتحد مع
الجسد ولكننا نجهل كل الجهل معنى هذا الإتحاد وعلى هذا
النمط يصعب جداً للعقل البشرى المحدود أن يدرك الطريقة
التى اتحدت بها الذات الإلهية والذات البشرية فى المسيح
يسوع - الحق غير محدود فى دائرة إدراكنا ومقدرتنا نحن
غير أن البراهين المثبتة لتجسد كلمة الله واضحة تمام الإيضاح
فى الكتاب المقدس فلنكتف بها ولا حاجة بنا إلى سواها.
سأل بعض الناس لم لم يوضح المسيح ألوهيتة ويظهرها جيداًَ
حتى لا يلتبس الأمر على أحد ولا يشك أحد بعد؟ ورداً على
هذا نذكر لهم الآيات التى قد أوردناها على هذا الموضوع
وقد أثبت المسيح ألوهيتة ليس فقط فى آية واحدة ولكن فى
آيات كثيرة ومن يطالع الإنجيل بعيداً عن الغرض والتعصب
مصلياً لله بغيرة طالباً إرشاده فلا يبقى فى مخيلته شك
ما فى هذا الموضوع.
ولله در جلال الدين الرومى إذ قال فى كتابه المسمى بالمثنوى
ما معناه " التعصب غشاء يطمس الفهم وحجاب يعمى الأبصار
".
لو كان المسيح أوضح أقواله أكثر بمئة مرة لما أمكنه
أبداً أن يقنع أولئك الذين لا يرغبون فى الإيمان خوفاً
من أن يصيروا تلاميذاً |