ما نسميه بالصعوبة الزمنية ومما لا ريب
فيه أن الأب البشرى أكبر من ابنه فإذا كان المسيح ابن
الله فهل هذا يدل على أنه كان بعد أبيه. إذا كان الأمر
كذلك فهو ليس إذاً بأزلى ولا يمكن أن يكون هو الله وإذا
كان الأمر خلاف ذلك فكيف يكون المسيح ابناً؟ إن الجواب
على هذا السؤال يدركه لأول وهلة كل من أوتى نصيباً من
الفهم والإدراك لأن الفرق بين (1 )
عمر الأب البشرى وابنه كائن لأنه من الخلائق المحدودة
التى لوجودها بداية وإذا اعتقدنا أن هذا الفرق يسرى على
ابن الله فيكون قياسنا هذا محض اختلاق ومن جهة أخرى فإن
الكتاب المقدس الذى يعلمنا أن الرب يسوع المسيح هو كلمة
الله وابن الله يعلمنا أيضاً أنه كان فى البدء أى ابتداء
مع الله وهذا يمحو من أمامنا الصعوبة التى نحن بصددها
والتى ترجع إلى عجز الإدراك الإنسانى لعدم مقدرته على
إزالة تقسيم الزمن إلى ماض وحاضر ومستقبل من مخيلته مع
أنه لمعرفة الله لا حاجة بنا إلى مثل هذا التقسيم فهو
أزلى أبدى فقط ومن تأمل فى عبارة " كلمة الله "
علم أن " كلمة " " يشير إلى وجود متكلم
" ولا يكون المتكلم متكلماً إلا إذا
(1) ملحوظة - الأب البشرى لا يسمى
أباً إلا بعد ولادته لابنه فتكون إذا أبوة الآب وبنوة
الإبن متساويتين فى القدم. |