أكثر منهم. لقد أظهر الله أن الغير مستطاع
لدى الإنسان مستطاع لديه تعالى فإن الإنسان لا يفهم كيف
أن الروح الغير الهيولى يدخل فى جسم هيولى نعم وإن كان
يعرف أن فيه روحاً وهذا الروح متسلط وحاكم على الجسم لكنه
يجهل كيفية اتصالهما ببعض ولو لم نختبر ذلك لكنا نعتقد
أنه من المستحيلات أنه وإن كان كل من الجسم والروح له
سلطة على الآخر فى زمن الحياة فقط ولكن الروح الغير هيولى
غير مخلوط ولا مركب مع الجسم الهيولى. وعلى هذا القياس
فإن طبيعة كلمة الله الإلهية لم تصر بواسطة التجسد مخلوطة
أو مركبة مع ذات المسيح الإنسانية.
بل وأكثر من ذلك أن الله لم يدخل فى علاقة مع مخلوقاته
فقط بإرساله الوحى على رسله ولكن بخلقه الكون. ولا يمكننا
أن ننكر وجود علاقة بين الخالق والمخلوقات التى صنعها.
إننا نعرف أنه توجد علاقة ولكننا لا نفهم هذه العلاقة
ما لم نؤمن بتعليم الثالوث الأقدس وإن أنكرنا هذه العلاقة
فكأننا نعلن إننا كفرة ملحدون.
وكما أنه لم يحدث تغيير فى ذات الله الكاملة الطاهرة
من جراء خلقه وحفظه للعالم بعد أن جعل نفسه فى علاقة مع
المخلوقات كذلك لم يحدث أى تغير فى طبيعة كلمة الله الإلهية
بعد أن دخلت فى علاقة مع |