- ٨٦ -

ند مجيئه – يقول بولس الرسول فى (رومية 10 : 4 ) " لأن غاية الناموس هى المسيح للبر لكل من يؤمن " – فحق إذاً لأنبياء العهد القديم أن يشهدوا لمقام وعظمة مخلص العالم الموعود به ولذاته الحقيقية وذلك ظاهر من قول بطرس الرسول ( فى أعمال 10 : 43 ) " له يشهد جميع الأنبياء أن كل من يؤمن ينال باسمه غفران الخطايا " إن تاريخ الإنسان بعد سقوط آدم يبتدئ بوعد عن مجىء المسيح اقرأ ( تكوين 3 : 15 ) وفى آخر العهد القديم توجد بعض الآيات التى تتكلم عن هذا الوعد بعينه ( اقرأ ملاخى 4 عدد 2 و5 و6 ) أنه لا يمكننا أن نأتى بجميع النبوات المختصة بالمسيح ولكن نذكر أهمها فى أول هذا الفصل قبل التأمل فى ما قاله الأنبياء عن ألوهية المسيح المنتظر.

يقول موسى عن مجىء مسيا أنه سيأتى نبى عظيم " قال لى الرب أقيم لهم نبياً من وسط أخوتهم(1) مثلك وأجعل كلامى فى فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به يكون أن الإنسان الذى لا يسمع لكلامى الذى يتكلم به باسمى أنا أطالبه " ( تثنية 8 : 18 و19 ) وتكلم الله عن لسان


(1) من أراد الاطلاع على ردّى على تفسير المسلمين لهذه الآية فليقرأ " ميزان الحق " الطبعة الجديدة الباب الثالث والفصل الثانى

- ٨٧ -

إشعياء النبى عن عمل مسيا المنتظر بقوله " هوذا عبدى الذى أعضده مختارى الذى سُرّت به نفسى وضعت روحى عليه فيخرج الحق للأمم لا يصيح ولا يرفع ولا يسمع فى الشارع صوته قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة خامدة لا يطفئ إلى الأمان يخرج الحق لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق فى الأرض وتنتظرالجزائر شريعته - هكذا يقول الله ا لرب خالق السموات وناشرها باسط الأرض ونتائجها معطى الشعب عليها نسمة والساكنين فيها روحاً. أنا الرب قد دعوتك بالبر فأمسك بيدك وأحفظك وأجعلك عهداً للشعب ونوراً للأمم لتفتح عيون العمى لتخرج من الحبس المأسورين من بيت السجن الجالسين فى الظلمة أنا الرب هذا اسمى ومجدى لا أعطيه لآخر ولا تسبيحى للمنحوتات " ( إشعياء 42 : 1 – 8 ) قارن ذلك بما جاء فى إنجيل ( متى 12 : 17 – 21 ) وفى ( إشعياء 61 : 1 و2 ) يمثل المسيح بقول النبى " روح السيد الرب علىّ لأن الرب مسحنى لأبشر المساكين أرسلنى لأعصب منكسرى القلب لأنادى للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالإطلاق لأنادى بسنة مقبولة للرب " ( قارن هذا بما قيل فى لوقا 4 : 16 – 19 ) وقد قال زكريا عن دخول المسيح أورشليم قبل صلبه " ابتهجى جداً يا ابنة صهيون اهتفى يا بنت أورشليم هوذا ملكك يأتى إليك هو عادل