- ٨٨ -

ومنصور وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان " ( زكريا 9 : 9 ) ( قارن ذلك بما جاء فى متى 21 : 1 – 11 ومرقس 11 : 1 – 10 ولوقا 19 : 29 – 38 ويوحنا 12 : 12 -–15 ) وقد تنبأ إشعياء النبى عن المسيح وأعماله فكتب قائلاً " ويخرج قضيب من جزع يسى وينبت غصن من أصوله ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب " ( أشعياء 11 : 1 و2 ) قارن هذا بما جاء فى ( أعمال 13 : 23 ورؤيا 5 : 5 وإصحاح 22 :16 ) ثم يتكلم إشعياء عن المسيح كقاضى جميع الناس وأنه سيبنى مملكة ويلاشى كل شر من المسكونه بقوله " لأن الأرض تمتلئ من معرفة الرب كما تغطى المياه البحر ( إشعياء 11 : 9 ) وقد قال النبى دانيال عن ذلك أيضاً " كنت أرى فى رؤى الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان أتى وجاء إلى القديم الأيام فقربوه قدامه فأعطى سلطاناً ومجداً وملكوتاً لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة سلطانه سلطان أبدى ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض " ( دانيال 7 : 13 و14 ) قارن ذلك مع ما جاء فى ( مرقس 13 : 26 ) هذه الكلمات الأخيره تبرهن أنه لم يوجد مجال لأحد من الناس أن يأتى بعد المسيح مدعياً النبوة وفارضاً علينا إكرامه وطاعته عوضاً عن المسيح الذى قال عن نفسه " السماء والأرض

- ٨٩ -

تزولان ولكن كلامى لا يزول " ( متى 24 : 35 ومرقس 13 : 31 ولوقا 21 : 33 ).

يعلمنا آخرون من أنبياء العهد القديم أن المسيح لم يكن فقط نبياً وملكاً ولكنه كان أيضاً كاهناً - فكان هو الكاهن الوحيد الذى يقدرأن يقدم للآب السماوى الذبيحة الوحيدة المقبولة من أجل خطايا العالم تلك الذبيحة التى لا تقدّر أمامها كل ذبائح اليهود التى عينها موسى فى ناموسه وهو وحده بحمله خطايانا يقدر أن يشفى أحزان قلوبنا ويضمد جراحاتنا ويعطينا خلاصاً ومنزلاً مع الله أبيه كما يقول صاحب المزامير " أقسم الرب ولن يندم أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكى صادق " (مزمور 110 : 4 ) وقد تنباً دانيال النبى عن زمن موت المسيح ( اقرأ دانيال 9 : 24 : 26 ) ( وقال إشعياء إصحاح 53 : 5 و6 و8 و11 و12 ) " وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا . . إنه ضرب من أجل ذنب شعبى . . . من تعب نفسه يرى ويشبع وعبدى البار بمعرفته يبرر كثيرين وآثامهم هو يحملها . . . إنه سكب للموت نفسه وأحصى مع أثمة وهو حمل خطية كثيرين وشفع فى المذنبين " وكل من طالع الإنجيل ودرسه درساً جيداً يعرف