- ١٠٤ -

لرب " فيقول فى ( الخروج 3 : 2 و4 و6 ) " وظهر له ملاك الرب بلهيب من نار من ن نار من وسط عليقة فنظر وإذا العليقة تتوقد بالنار والعليقة لم تكن تحترق . . . فلما رأى الرب أنه مال لينظر ناداه الله من وسط العليقة وقال موسى موسى . . . ثم قال أنا إله أبيك إله ابراهيم وإله اسحق وإله يعقوب فغطى موسى وجهه لأنه خاف أن ينظر إلى الله ".
نقرأ أيضاً فى الأصحاح الثالث عشر من الخروج أنه لما خرج بنو اسرائيل من أرض مصر " كان الرب يسير أمامهم نهاراً فى عمود سحاب ليهديهم فى الطريق وليلاً فى عمود نار ليضىء لهم " (خروج 13 : 21 ) وأيضاً فى الأصحاح الرابع عشر عدد 19 " فانتقل ملاك الله السائر أمام عسكر اسرائيل وسار وراءهم " وبعد أن أعطى موسى لوحى الشهادة لوحى حجر مكتوبين بإصبع الله عندما عبد الإسرائيليون العجل الذهبى قال الله له " هوذا ملاكى يسير أمامك " ( خروج 32 : 34 ) وقد تم ذلك بإرسال عمود سحاب نزل ووقف عند باب الخيمة ويقول بعد ذلك " ويكلم الرب موسى وجهاً لوجه كما يكلم الرجل صاحبه " ( خروج 33 : 11 ).

وهنا نرى أيضاً أن المتكلم الإلهى قد أعطى لقب الله الذى لا ينطق به أحد مع أنه قيل عنه أنه ملاك الله ويزيدنا العهد الجديد

- ١٠٥ -

إيضاحاً لأن المسيح تكلم عن نفسه أنه مرسل من قبل الله أبيه اقرأ أيضاً عن ظهورات أخرى فى ( يشوع 5 : 14 والقضاة 2 : 1 ).

ربما يسأل بعض القراء هذا السؤال " إذا كانت ألوهية المسيح كلمة الله ظاهرة واضحة فى العهد القديم فلما رفضها اليهود لمّا جاء إلى العالم ولما يرفضون قبول المسيح للآن " ورداً على هذا يجب أن نبيّن أن الكثيرين من اليهود قد قبلوا المسيح - يجب أن نعلم أن جميع الحواريين كانوا يهوداً كما أن أيضاً من قبلهم تلاميذ المسيح الأولون وبعد صعود المسيح قبله الألوف وعشرات الألوف من يهود أورشليم نفسها وغيرها أيضاً بل وفى زمننا الحاضر نجد كثيرين من اليهود آمنوا بتعاليم المسيح وصاروا أعضاء فى الكنيسة المسيحية بل وأكثرمن ذلك أن كبار المفكريين منهم وصلوا إلى نتيجة واحدة بعد أن درسوا العهد القديم وتصفحوا العهد الجديد وهذه النتيجة هى إما أن يؤمنوا أن يسوع المسيح هو مسيا المنتظر الذى وعد الله به آباءهم أو أن يقطعوا كل رجاء بإتمام هذا الوعد أى إما أن يصيروا مسيحيين وإما أن ينكروا إله آبائهم وبناء على ذلك قد صار الكثيرون كفرة ولكننا نشكر الله إذ وجد عدد ليس بالقليل قبلوا المسيح وآمنوا به والسبب الذى جعل اليهود لم يقبلوا المسيح وهو على الأرض هو أن محبة العالم