الله الذى لا يشركه فيه أحد. وقد أثبت
المسيح ذلك فى قوله " الحق الحق أقول لكم قبل أن
يكون ابراهيم أنا كائن ".
إنه ظاهر فى العهد القديم أن الله لما أعلن نفسه لآدم
أب البشر ولنوح ولإبراهيم واسحق ويعقوب ولموسى وللأنبياء
الآخرين كان المتكلم الإلهى أزلياً وهو كلمة الله الذى
ظهر فى هيئة ملك أو إنسان وفى ملء الزمن " صار جسداً
وحل بيننا " ثم تجسد فى المسيح يسوع ربنا وبواسطة
ذلك الذى هو مظهر الله الحق كلم الله سبحانه وتعالى خلقه.
والآن قد تبين مما ذكرناه من آيات العهد القديم والعهد
الجديد أن الكتاب المقدس يعلمنا تعليماً صريحاً عن ألوهية
كلمة الله أو بالحرى الرب يسوع المسيح ونؤمل أن جميع القراء
الكرام يدرسون هذه الحقيقة بإمعان كما جاءت فى الكتاب
المقدس ولنا ملء الثقة أن من يفتش عن الحق بكل جوارحه
لابد أن يجده فى المسيح وليس فى سواه نعم قد يعمى التعصب
بصيرة الإنسان ويضله عن تعليم الكتاب المقدس ولكن الله
برحمته الغير محدودة مستعد أن يرفع هذا الحجاب الكثيف
عن عينىّ كل من يصلى إليه بإخلاص وسلامة النية طالباً
الإرشاد منه.
ولكى تكون تعاليم ألوهية المسيح أكثر وضوحاً نتكلم بمشيئة
الله ومساعدته فى الباب الثانى عن تعليم الثالوث الأقدس
فى الوحدة الإلهية |