الملاك جبرائيل أو أى مخلوق آخر كما
يتوهم إخواننا المسلمون وإنما هو ذلك الروح الذى ينير
ويقوى ضمائر وأرواح البشر وبواسطته يؤثر الله سبحانه وتعالى
على الإنسان لعمل الخير وينقى ويطهر قلوب وحياة عبيده
الأمناء. فالمسيحيون يعتبرون الله خالق جميع المخلوقات
ومانح الحسنات والبركات ويعبدونه ويؤمنون أن الآب يمنح
كل نعمة وكل حسنة بواسطة ابنه الوحيد كما يعلمنا الكتاب
فالله لم يخلق العالم بواسطة ابنه ولم يحفظه ويعتن به
فقط بل ويخلص بواسطته عبيده من الخطية والهلاك الأبدى
ويعطيهم خلاصاً أبدياً وسعادة حقة فى دار الخلود وبواسطة
الروح القدس يغير الله عقولهم ويطهرهم ويقودهم إلى معرفته
الحقيقية والإيمان بالرب يسوع المسيح ويقدرهم على عمل
الخير وهذا التعليم يسمونه المسيحيون تعليم الثالوث الأقدس.
وإن لم تذكر لفظة الثالوث فى الكتاب المقدس ولكن هذا
التعليم واضح بدون أدنى شك ومع أن المسيحيين قد تعلموا
بواسطة إعلان الله لشعبه فى الكتاب المقدس أنه يوجد بين
الآب والإبن والروح القدس فرقاً فى أعمالهم إنما هذا الفرق
هو فى الأعمال الفدائية فقط لأنهم تعلموا أيضاً أن هذه
الثلاثة أقانيم ليست بثلاثة ذوات. ولا توجد إلا ذات إلهية
واحدة وإله واحد كما أثبتنا ذلك من كلا العهدين |