- ١١٢ -

القديم والجديد والقول بوجود ثلاثة آلهة إنما هو كفر وتجديف وتعاليم كهذه تناقض الكتاب المقدس ويمقتها المسيحيون.

إن كل عاقل متعلم يعرف جيد المعرفة أن الذات الإلهية غير محدودة وأن ذات الإنسان محدودة إذاً فعقل الإنسان أصغر من أن يدرك أسرار الله العميقة الفهم - ولو لم تكن هذه المعرفة ضرورية لنا لما أعلن الله لنا نفسه فى ثلاثة أقانيم ولو حاولنا أن ندرك هذا التعليم الذى أعطانا إياه الله فهذا يعتبر من قبيل الصلف والغطرسة فلنحاذر من أن نرفض شيئاً لم يستطع عقلنا إدراكه وأيضاً أن لا نقبل شيئاً لم يعلمنا إياه الله فى كتابه الكريم. إن إخواننا المسلمين يؤمنون معنا بوجود الله القدير مسبب الأسباب الغير محدود المنزه الأزلى والأبدى ولكننا عاجزين أن نتصور أمامنا نهاية سلسلة هذه السببية أو ندرك معنى أبدى وأزلى ولكن هذا لا يمنعنا من أن نؤمن بالله بكل قلوبنا وعلى هذا المثال نؤمن نحن المسيحيين بتعليم الثالوث لأن الله أعلنه لنا فى كتابه " كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم " ( تيموثاوس الثانية 3 : 16 ) وهذا التعليم يرشدنا إلى طريق الخلاص بواسطة يسوع المسيح ويجعلنا أن نعرف كيف نوفق بين ما يعلمه لنا الكتاب وما يعلمه لنا روح الله القدوس فيما يختص بوحدة الذات الإلهية. ولو لم يكن الله

- ١١٣ -

قد أعلن لنا هذا التعليم لما أمكن الإنسان أن يعرفه بنفسه كما أنه لا يمكنه أبداً أن يعرف من تلقاء نفسه بقيامة الأموات والحياة بعد الموت ولكن العقل يعلمنا أن الله الحق يعلمنا ما هو حق وسنبين الآن البراهين المثبتة لتعليم الثالوث الأقدس فى الوحدة الإلهية كما جاء فى الكتاب المقدس على النمط الآتى بيانه

أولاً - أن الآب والابن والروح القدس واحد وأنهم إله واحد.

ثانياً - أن كلاً من هذه الأقانيم الثلاثة له خاصية فى عمل الفداء لا يشترك الآخر فيها.

ثالثاً - أنه لو فصلت هذه الثلاثة عن بعضها ( وذلك من المحال ) لم يعبر أحدها وحده عن الله.

رابعاً - إن كل أقنوم باتحاده مع الأقنومين الآخرين اتحاداً أزلياً وأبدياً غير منفصل هو الله.

خامساً - أن كل أقنوم إلهى هو من ذات ومقام الأقنومين الآخرين.

سادساً - أن الكتاب المقدس قد أعطى للأقنوم الأول لقب الآب والخالق وأعطى للإقنوم الثانى لقب كلمة الله وابن الله والفادى