واعتباراتها التى لا تتناهى تعينات أبديتها
لزم من ذلك أن يكون التعين القابل للكثرة ( التى هى صورة
ظلالات الاعتبارات المندرجة فى الوحدة ) تعيناً ثانياً
لها فذلك هو التعين الثانى لا محالة - فجميع الأسماء الإلهية
المنتهى التأثير والفعال وجميع الشؤون والاعتبارات مندرجة
فى الوحدة فجملة وحدانية(1) - فإنما تصير مفعولة متميزة
فى هذا التعين الثانى الذى يسمى بالمرتبة الثانية وتسمى
هذه المرتبة بمرتبة الألوهية وبالنفس الرحمانى وبعالم
المعانى وبحضرة الارتسام وبحضرة العلم الأزلى وبالحضرة
العمائية وبحقيقة الإنسانية الكمالية وبحضرة الإمكان -
فكل ذلك إنماهذا التجلى حسب الاعتبارات الثابتة فيه مع
توحد عينه.
وأما تسميته بالمرتبة الثانية فلكون صورة التعين الأول
الذى هو مرتبته الذات الأقدس - وإنما تسميته بمرتبة الألوهية
فذلك لما عرفته من كون التجلى الثانى الظاهرية وفيه هو
أصل جميع الأسماء الإلهية التى جمعها الإسم الجامع وهو
اسم الله تعالى ولهذا يسمى هذا التجلى الكائن فى هذه المرتبة
باسم الله ولا إله إلا الله لرجوع جميع العابدين إلى هذه
المرتبة المتجلى فيها وكونها مقصدهم الذى تسكن إليه نفوسهم
وتطمئن بها قلوبهم " (انتهى )
(1) لعل مراده ( لو عرف كيفية تفهيم
البسطاء مثلنا ) هو الكثرة فى الوحدة |