كيفية تكوين العالم. وقد اختلفت آراؤهم
عن علماء المسلمين لأن هؤلاء اعتقدوا بوجود إله ذاتى ولكن
إذا أمعنا النظر فى زعمهم أن الوجود الأصلى يجب اعتباره
كوحدة مجردة وأن التعدد نشأ عن الوحدة شيئاً فشيئاً فنجد
مشابهة ليست بقليلة بين أقوال فلاسفة الهند واليونان وبين
علماء الإسلام وهذا يتضح مما يأتى:
قيل فى الريج فيبرا(1) " ذلك الشىء الواحد تنفس
بدون نسمة وبغيره لم يكن شىء ".
وفى الأبانشاد قيل " فى البدء لم يكن إلا الكائن
الوحيد لا ثانى له فتفكر وقال: - دعنى أصير كثيرين دعنى
أنشأ فعند ذلك أخرج ناراً ( انتهى) ثم يقول أنه بهذه الكيفية
صدر الماء من النار وكذلك صدرت الأرض من الماء وهكذا صار
الواحد كثيرا.ً
( يقول المؤلف ) أراد جميع هؤلاء الفلاسفة أن يوضحوا
ذات الله ووجود الكون بطرق مختلفة وأشكال متنوعة ولكنها
كلها تقريباً على نمط واحد وكلهم أرادوا أن يعلموا ما
لا يقدرون على فهمه وكانت معرفتهم ناقصة بل هى الجهل بعينه
وكانوا كلهم يتخبطون فى ظلمات
(1) كتاب مقدس عند الهندوس. لاحظ
التوحيد حيث كنا ننتظر التكثير لأن هؤلاء عابدو أصنام. |