فى تعاليم الكتاب المختصة بذات الله
أمور فوق عقولنا ولكنها ليست مناقضة للعقل أبداً كالنظريات
الفلسفية التى نجدها فى كتب الفلاسفة ومن جهة أخرى هل
تعليم الكتاب المقدس عن الثالوث فى الوحدة يقودنا أن نعتقد
بوحدة الكائنات أو يقودنا إلى مذهب " اللاأدرية "
كما تفعل الآراء البشرية التى تجعل عبادة الله سخافة أمام
أعيننا لأنه من من الناس يقدر أن يزين الكون كما زينه
الله أو يعبد إلهاً مجهولاً ؟ إن عقيدة الحلول تضرب بعصا
من حديد على التمييز بين الخير والشر وكذا عقيدة نكران
الله وبذلك تمحى الآداب. إن تعليم الثالوث يقود الإنسان
إلى معرفة الله بواسطة كلامه وروحه القدوس ويرشده إلى
الحق فيكره الخطية ويرغب فى القداسة ويعبد الله بالروح
والحق ولا يجعلنا بعد ذلك أن نعتقد فى القضاء والقدر بل
يعرف أن كل شىء بمشيئته معمولاً بمشيئة الإله الكلى الحكمة
والخير والقداسة والمحبة الآب السماوى إذاً فالحكمة المستمدة
من فوق هى الحكمة التى ترشدنا لقبول ما علمنا الله إياه
عن ذاته المقدسة والتى تجعلنا أن ننبذ النظريات الفلسفية
الأرضية التى لا أساس لها والتى لا يقبلها لا العقل ولا
الضمير.
من هنا يتضح لحضرات القراء أنه لم ينجح فيلسوف واحد
بما له من الذكاء وقوة الإدراك فى حل ذلك السر العظيم
المختص بذات |