معرفة تامة يتأكد بعد ذلك أن فى هذا
التعليم تعليم الثالوث فى الوحدة معرفة الله ونوال الخلاص
وإن كان الإيمان لا يكون بالمعرفة إلا أن معرفة ما أعلنه
لنا الله ضرورى لإرشادنا إلى هذا الإيمان الصحيح لكى نجعل
كل اعتمادنا واتكالنا على المخلص الوحيد معترفين به أنه
الطريق والحق والحياة وكل هذا مستحيل ما لم نقبل تعليم
الثالوث فى الوحدة ولزيادة إيضاح هذا السؤال نقول.
أولاً - إن فائدة وأهمية معرفة تعليم الثالوث وقبوله
ظاهرة مما قد بيناه لأنه بغير ذلك لا يمكن الحصول على
معرفة ذات الله التى بواسطتها نجد السلام والخلاص فى بشارة
الإنجيل وأن نسير فى طريق الخلاص المعلنه فيه ويتضح ذلك
مما قاله المسيح " وليس أحد يعرف الإبن إلا الآب
ولا أحد يعرف الآب إلا الإبن ومن أراد الإبن أن يعلن له
" ( متى 11 : 27 ) وقال " أنا هو الطريق والحق
والحياة ليس أحد يأتى إلى الآب إلا بى " ( يوحنا
14 : 6 ) وقال أيضاً " هذا هو ضد المسيح الذى ينكر
الآب والإبن كل من ينكر الإبن ليس له الآب أيضاً ومن يعترف
بالإبن فله الآب أيضاً " ( رسالة يوحنا الرسول الأولى
2 : 22 و23 ) وهذا قليل من كثير من آيات العهد الجديد
التى لا يفهمها كل من يجهل تعليم الثالوث. وهنا نرى يوحنا
الرسول بواسطة إعلان الله يبين أن إنكار |