- ١٥٦ -

الآب والإبن أى بنوة المسيح الإلهية إنما هو بدعة الدجال وهذه الآية وحدها التى ذكرها الرسول تظهر أهمية هذا التعليم وتحذر كل إنسان خائف الله من أن يرفض تعليم الثالوث لئلا يكون من ضمن فئة أولئك الدجالين الذين سيقع عليهم عقاب الرب يسوع المسيح عند مجيئه الثانى " هوذا يأتى مع السحاب وستنظره كل عين والذين طعنوه وينوح عليه جميع قبائل الأرض " ( رؤيا 1 : 7 ) " لأنه يجب أن يملك حتى يضع جميع الأعداء تحت قدميه " ( كورنثوس الأولى 15 : 25 ).

(ثانياً) - إن معرفة قداسة الله وعدله ورحمته ومحبته تتفق مع الإيمان بتعليم الثالوث اتفاقاً تاماً حتى أن كل من يرفض هذا التعليم يرفض كل الصفات التى لله. فإخواننا المسلمون وإن كانوا يقولون أن الله قدوس عادل رحوم محب إلى غير ذلك من صفات الكمال ولكنهم لا يجدونها إلا مجرد ألفاظ يظهرون بها ما لله من القوة والعظمة والتأمل فى هذه الصفات ينسدل وراء حجاب الفكر أن الله مطلق وغير محدود. قال القرآن " ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدى من يشاء ولتسألنا عما كنتم تعملون " ( سورة النحل آية 95 ) وقال أيضاً " إن الله على كل شىء قدير " ( سورة البقرة آية 19 ) ولكن الإيمان بالله القدير فقط لا يعطى الإنسان خلاصاً أبدياً

- ١٥٧ -

لأنك ( أنت تؤمن أن الله واحد حسناً تفعل والشياطين يؤمنون ويقشعرون " ( يعقوب 2 : 19 ) نعم إن الإيمان بقوة الله يرعب قلب الإنسان ولكن لا يربطه بصلة المحبة مع الله ولكن هى محبة الله التى تلين قلب الإنسان الحجرى فيختم بالروح القدس ويتجدد " حسب صورة خالقه " وفادية القدوس ( كولوسى 3 : 10 ) وهذا التغيير نسميه نحن معشر المسيحيين بالولادة الثانية وقد تكلم عنها المسيح فى الإنجيل قائلاً " الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله " ( يوحنا 3 : 3 ) وهذه الولادة الجديدة هى الخلاص من محبة الخطية ومن قوتها الخلاص من خدمة العالم والجسد والشيطان إن إيمانك بحقيقة الثالوث فقط لا يمكن أن يغيرك كما قلنا أن المعرفة الحقة ليست كل الإيمان ولكن من أهم الفوائد الناجمة عن الإيمان الصادق بما يعلمنا إياه الكتاب المقدس عن تعليم الثالوث هى أن يتأكد المؤمن بالمسيح قداسة الله ومحبته ورحمته وأيضاً عدله وحكمته وقدرته ويكون بعدئذ قادراً ومستعداً أن يغير قلبه وطباعه كما بينا. وما نوال الخلاص إلا بالإيمان بعقيدة الثالوث ولكى يخلص الإنسان من خطاياه يجب أن يتأكد أن الله طاهر قدوس قد كره وسيكره كل نجاسة وشر وأن غضبه ولعنته على الخطية سرية كانت أو