علنية وما لم تنسكب نعمة الله على الخطاة
وما لم يتغيروا ويتطهروا بواسطة دم الحمل الذى ذبح منذ
تأسيس العالم فسيهلكون هلاكاً أبدياً.
إن تعليم الثالوث لا يعلمنا فقط إن قداسة الله غير محدودة
ولكنه يعلمنا أيضاً أن محبته ورحمته لا حد لهما ونؤمن
أن الله لا يحب هلاك الإنسان بل يرغب فى خلاصه وسعادته
الأبدية وهو يعمل دواماً كل ما هو صالح لأن صفاته الصلاح
والرحمة والعدل ويحب أن يقود الجميع إلى السعادة والقداسة
الأبدية الحقة. وأنه وإن كان عقل الإنسان وضميره يشهدان
بعدل الله ورحمته ومحبته ولطفه وقد أعلنت صفاته الإلهية
فى أعمال الطبيعة كتغيير الفصول مثلاً وغير ذلك إلا أننا
نلاحظ فى هذا العالم أن الظلم يسود لوقت ما والشرير يعيش
سعيداً مغبوطاً والصالح التقى يعيش فقيراً بائساً متألماً
محتقراً ومن لا يعرف عن كتاب الله شيئاً وينظر إلى أحوال
هذا العالم بمرأى العين فقط يشك فى عدل ورحمة الله بل
كثيراً ما يقوده جهله إلى القول بعدم اهتمام الخالق بالإنسان
سعد أم شقى وأن الله لا يفرق بين الصالح والطالح. ولكن
إذ قد أعلن الله الرحوم نفسه بواسطة الكلمة الأبدية يسوع
المسيح وبواسطة روحه القدوس مكلماً أنبياء ومظهراً لهم
إرادته وأوامره مبيناً لنا نتائج الخطية المفزعة ناصحاً
إيانا بالإبتعاد عن الشر |