الفصل الثالث
مؤلفات يحيى بن عدي
إن الشيخ أبا زكريا يحيى بن عدي فيلسوف أرسطوطالي ، بل
رئيس المدرسة الأرسطوطالية في عصره ، كما رأينا في الفصل
الأول . وكان كثير النسخ والنقل والتأليف .
وتشمل مؤلفاته فنونا عديدة ، إلا أن الطابع الفلسفي
غالب عليها . فإذا فسر الإنجيل ، فسره تفسيرا رمزيا فلسفيا
، وإذا فسر الآباء ، فسرهم طبقا لمقولات أرسطو ، وإذا
أوضح مفهوم التوحيد ، اعتمد على "السماع الطبيعي"
أو على "كتاب الحروف" لأرسطو ، وإذا شرح معنى
الثالوث ، طبق عليه ثلاثية أرسطو : العقل والعاقل والمعقول
، أو ثلاثية ابروقلس (PROCLUS) : الجود والقدرة والحكمة
(كما نرى في "المقالة في التوحيد" التي ننشرها
هنا) .
أولا – تقدم الأبحاث في هذا المجال
1 - الفهارس القديمة
وقد ذكر ابن النديم ثلاثة مؤلفات ليحيى بن عدي . قال
: "وله من الكتب ، والتفاسير ، والنقول :
"1 – كتاب تفسير كتاب طوبيقا لأرسطاليس1؛
"2 – مقالته في البحوث الأربعة2 ؛
"3 – كتاب رسالته في نقض حجج كان أنفذها الرئيس [كذا]
في نصرة قول القائلين بأن الأفعال لله تعالى والاكتساب
للعبد3"4.
|