أما النهج الذي اتبعه الصفي في اختصاره ، فهو النهج
السائر عند المؤلفين العرب في العصور الوسطى . وهو أن
يقتبس المختصر جملا وفقرات وعبارات من النص الأصلي ، دون
أي تغيير فيها ، ويلخص أحيانا ، بكلمة أو عبارة ، ما تركه
. أي أنه يكاد لا يضيف من عنده شيئا ، بل يستعمل قدر الاستطاعة
لغة المؤلف الأصلية وأسلوبه . وسنرى فورا نموذجا يوضح
كلامنا هذا .
2 – مخطوطات المختصر
إن جميع مختصرات الصفي لمقالات يحيى بن عدي موجودة في
ثلاثة مخطوطات ، أحدها مستودع اليوم في مكتبتين مختلفتين
:
(1) مكتبة الفاتيكان عربي 134 ؛
(2) مكتبة ميونيخ عربي 948 / الفاتيكان عربي 115 ؛
(3) مكتبة دير الشرفة للسريان الكاثوليك (في لبنان)
عربي 5/4 .
وهذه المخطوطات الثلاثة لنساخ أقباط . ولما كان المخطوط
الثالث لا يحتوي على "المقالة في التوحيد" ،
أو على ملحقها ، تركناه ولم نصفه هنا . أما المخطوطان
الآخران فهما منقولان بإتقان بالغ ، في القرن الثالث عشر
الميلادي ، أي في عصر الصفي ابن العسال نفسه . بل إن المخطوط
الثاني المنسوخ سنة 1260م ، أي قبل وفاة الصفي ابن العسال
، قد يكون راجعه مؤلفه بنفسه .
وإليك وصفا وجيزا للمخطوطين :
أ – مخطوط الفاتيكان عربي 134 .3
توجد المقالة في التوحيد وملحقها في ورقة 2 ﺠ - 10 ظ
. وقد فقد هذا المخطوط الكراس الأول4 ، أي
أكثر من نصف المقالة . فالنص يبتدئ فيه برقم 227 من طبعتنا
. وهو
|