وقال أيضا : "غاية التحقيق هو تقديم المخطوط صحيحا ، كما
وضعه مؤلفه"3.
أما نحن فنقول : إن الغاية من تحقيق المخطوطات تحقيقا علميا
هو أولا تقديم نص المؤلف الصحيح ، وثانيا تقديم فكر المؤلف السليم
ومنطقه .
وسنوضح في هذا الفصل ما يترتب على هاتين الغايتين .
أولا – تبليغ القارئ نص المؤلف الصحيح
لكي نقدم للقارئ نص المؤلف الصحيح ، يجب علينا أولا أن نسعى
إلى معرفة النسخ الخطية العديدة المبعثرة في مكتبات العالم ،
بمطالعة فهارس المخطوطات وتواريخ الأدب العربي .
فإذا حصلنا على "دستور"4 المصنف المكتوب
بيده ، أثبتناه كما هو . وإن كانت فيه أخطاء تركناها في المتن
، مع الإشارة إلى ذلك في الحشية .
1 – اختيار النسخة أو النسخ المخطوطة
وإن لم نحصل على النسخة الأم ، فهناك ثلاثة طرق متبعة .
أ — الطريقة الأولى هي اختيار نسخة من النسخ ،
وإثبات نصها كما هو ، بعلاّته5. وقد اتبع هذه الطريقة
بعض المستشرقين ، لا سيما أصحاب "مجموعة المصنفين المسيحيين
الشرقيين" في لوفان6.
وهذه الطريقة في نظرنا سقيمة ، ولا تصح إلا إذا كان لدينا "دستور"
المؤلف . إذ لا توجد أبدا نسخة يمكن الاعتماد عليها كل الاعتماد
، واتباعها اتباعا أعمى .
والدليل على ذلك أن هؤلاء المحققين أنفسهم لا يترجمون النص
العربي الذي طبعوه ،
|