وبالطبع ، لا نشير إلى هذه الإضافات في الحواشي .
وبوجه عام ، لا نعتبر إلى "رسم الكلمة" ، بصرف
النظر عن النقط والعلامات . نوضح مقصودنا بأمثلة .
إذا كتبنا في المتن "البدء" ، وكان المخطوط
قد كتبها "البد" (دون همزة) ، فلا نشير إلى
ذلك الفرق في الحاشية ، لأنا لم نغير شيئا في "رسم
الكلمة" . أما إذا كتبها المخطوط "البدي"
أو "البدو" ، فنشير إلى ذلك في الحاشية ، لأنا
غيرنا شيئا في رسم الكلمة .
كذلك ، إذا وجدنا في المخطوط "بارينا" ، فكتبناها
في المتن "بارئنا" ، لا نشير إلى هذا التغيير
في الحاشية ، لأنا لم نغير رسم الكلمة ، وكذلك إذا استبدلنا
"خاطية" ﺒ "خاطئة" . أما إذا وجدنا
"خطية" وكتبناها "خطيئة" ، فنشير
إلى هذا التغيير ، لأنا أضفنا "سنّة" . وقس
على ذلك .
ثانيا – تبليغ القارئ فكر المؤلف ومنطقه
لكل مصنف منطق خاص ، يعبر به عن شخصيته . وهذا المنطق
يكشف عن شخصية المؤلف أكثر مما تكشف عنه أفكاره المعبر
عنها بوضوح . فعلى المحقق أن يكتشف هذا المنطق المكنون
، ويبرزه للقارئ .
ثم إن لكل عصر طريقة للتعبير عن هذا المنطق تختلف عن
طريقة عصر آخر . ومن الضروري "النشر بروح العصر ،
وعلى طريقته" ، كما قالت لجنة نشر كتاب "الشفاء"
لابن سينا25.
1 – تقسيم النص إلى أقسام ، ووضع العناوين
أ – ضرورة تقسيم النص تقسيما منطقيا
والتعبير العصري عن منطق الكلام يتم بتقسيم النص إلى
فصول ، ووضع عناوين رئيسية وثانوية ، ثم تقسيم الفصول
إلى فقرات ومقاطع منفصلة ، الخ26.
ولا يظن المحقق المعاصر أنه قد أبدع بدعة إذ فعل ذلك
. فقد نهج هذا المنهج بعينه المؤلفون المسيحيون العرب
، منذ أكثر من 700 سنة ! فنرى مثلا مؤتمن الدولة أبا إسحاق
ابن العسال (أخا صفي الدولة المذكور في الفصل الخامس)
، صاحب "مجموع أصول
|